في سنة 2003 قدم حزبنا رؤيته للمستقبل ، وكان في حينها يتحدث عن الإرادة اللازمة لبناء الدولة المدنية الجديدة ، وكانت طبيعة الكلام في ذلك الوقت يتم بلغة الواثق في صيرورة البناء على النحو الذي قدمناه ، وكنا مؤمنين وبأنه مهما أشتدت وكبرت المشكلات وتعددت أسبابها والمروجين لها ، ففي النهاية لا يصح للعراق غير الدولة المدنية الليبرالية الديمقراطية التي تحتضن الجميع وتكون معهم وفي سبيلهم ، وفي هذا المجال لا بد من الإشارة إلى أن الحزب قد نادى و عبر سلسلة مواقف و أفكار ومقالات على التوكيد على هذه الحقيقة وترسيخها ، وقد لاقت تلك الأفكار والمواقف منابذات وتهم وإفتراءات كلكم تعرفونها ، هذه المنابذات تأتي حتى من أولئك المحسوبين على الخط الليبرالي ظلماً وتجوزاً ، وفي ظل ذلك ومعه نشأ جيل من المرابين وقاطعي الطريق الذين ينعقون مع كل ناعق ، مهللين لأفكار لا تصلح ولا يمكنها العيش في ظل عالم متغير ومتجدد ، حدث هذا من ضعيفي الإيمان ومن في قلبهم مرض من أولئك الأنتهازيين والنفعيين والوصولين حتى رأيناهم يتحدثون في لغة تفوق لغة المتطرفين والإرهابيين ، لأن من لا إيمان بالوطن والقيم الإنسانية و بالليبرالية الديمقراطية لا يمكنه ان يكون عاملاً من أجلها أو محققاً لشيء من أهدافها وطموحاتها .
تتمة موضوع "رؤيتنا للمستقبل "