أُقدم التهنئة الخالصة لجميع المؤمنين والمسلمين من أمتنا وفي العالم ، وأتمنى للجميع السعادة و أن تغمرهم عين السماء برعايتها ، وفي هذه المناسبة الجميلة أُقدم التهنئة لأهلنا في العراق وأرجوا أن ينالوا الرحمة والرضا وحُسن الحال ، كما أرجوا ان يتزودوا من معين هذا الشهر ومافيه من خير كثير ، وأن ينظروا بعين الرعاية والأمل لحاضرهم ومستقبلهم الذي تعصف به نوائب الدهر وفعل الخونة والمتآمرين وعديمي الشرف ، وأرجوا الله مخلصاً أن يغمر هذا الشعب وجميع الشعوب في الدنيا ممن ضاقت بهم سبل الحياة الكريمة ، لكي يعيشوا كما هي رغبة الله وإرادته من غير ظلم ولا فقر ولا فاقة ولا دكتاتورية ولا فساد .
نعم نحن جميعاً مدركون سمو أهداف هذا الشهر ، ومايجب الفعل فيه من عمل الخير والصلاح ليعم ذلك إنساننا العربي والمسلم الذي ضاق ذرعاً من شغف الحياة وكدورتها ، وهذا يتطلب شيئاً ما من الإبتعاد عن اللغو والأنانية والقيل والقال والحقد والبغضاء والكراهية والنميمة والرياء والعصبية الباطلة ، وأن يغتسلوا بماء منهمر من الإيمان والتقوى والتوجه المخلص نحو تصحيح الأخطاء والعمل على تجاوز الموبقات الواحدة تلو الأخرى .
وإني وفي كل مرة تسمح لنا بها يد الأقدار أذكر نفسي ، وأدعوا من أستطعت من أعزائي وأخوتي وأصحابي والمريدين ، ان يردموا هذة الجفوة التي يصنعها النفاق والكذب والمخاتلة والجبن وبيع الضمير والشرف من البعض برخيص من الأثمان ، وكذا في كل مرة أكون أشد حرصاً على تجاوز أفعال الماضي وماينتج عنها ومايترتب عليها ، على أمل ورجاء ان يتغير الحال إلى أحسن منه ، وإلى ذلك أدعوا من يهمهم الأمر إلى تدارك الوقت والنظر بعين الإهتمام إلى مافات ، فلعل ذلك يكون عونا في هذا الصراع الطويل مع النفس ومع الأخر .
وتهنئتي لا تخلو من عتب شديد على من أتاحت لهم يد الزمان ، أن يكونوا في دور المسؤولية ، والتي خانوها تباعاً وعن قصد وسبق إصرار ، وإلا ما هذا الهوان والضعة والتخبط وسوء السلوك من الجميع ، والإنتخابات مضى عليها مايقرب من نصف سنة ، وليس فيها هناك مايبشر في إنحلال العقدة في من يكون ومن يتقدم ، وقد اثبت الجميع انهم أسوء خلق الله ، وأقلهم حرصاً وشعورا بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية ، ولعلكم تشاهدون الجميع كيف يتنافخون حقدا وكراهية وتسقيطيا لبعضهم البعض ، حتى أدرك العراقي أن دعوى الدين والتدين محض كذبة كبيرة ونفاق ، ولعل الكثير من العراقيين كرهوا هذا النوع من أهل السياسة ، وقد رفضوهم في مناسبات ومواقف متعددة .
وأعيدها أن ماعليه أهل العراق اليوم من نكوص وتنابذ يوحي لنا بان المستقبل مظلم من كل الجهات ، وليس في العراق من رجل رشيد ينتشل هذا البلد من الضعة والهوان ، ويقوم بالأمر بعد الإتكال على إرادة الله والشعب ، وإني واثق أن تلك رغبة العامة من أقصى الشمال إلى أبعد الجنوب ، كما هي رغبة كل الأطياف والملل والنحل التي شاءت الأقدار أن تسكن أرض الرافدين .
ودعونا لا نفسد الإستهلال المبارك لهذا الشهر بهذا النكد اليومي ، دعونا نرفع الأكف عالية نحو أبواب السماء المفتحة ، لكي تشملنا جميعاً تلك الرحمة الموعودة ، وسلاماً على أهل رمضان ومبارك عليهم الشهر الكريم ، التي تعم ألطافه على الراغبين والطالبين وأهل الحاجة ..