بيان إستنكار
صادر عن سماحة آية الله الشيخ الركابي
حول الفيلم المسيء للرسول الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
( إنا لله وإنا إليه راجعون )
في ذكرى 11 سبتمبر من هذه السنة عمد صُناع الفتنة من شذاذ الآفاق ونبذة الكتاب من حثالات هذا الزمان على التطاول والنيل من شرف الذات المقدسة لرسولنا الكريم ، ذلك الرسول الذي علمنا حب الخير والتفاني في خدمة عباد الله وفي الدفاع عن حقوقهم وحرياتهم وعقايدهم .
إن رسول الله العظيم لم يألوا جهداً في الدفاع عن كرامة الإنسان وعن قيمه ، لهذا آمنا به وآمنا برسالته وإنه النبي الذي بشرت به كل رسالات السماء .
ونحن وفي الوقت الذي كنا نظن به إن العالم قد بدء يفهم رسالته الإنسانية والإلهية في العمق ، خرج إلينا من لانعرفه وتحت غطاء الحرية العمياء ، أناس عديمي الضمير مجهولي الحال ليتطالوا عن عمد وسبق إصرار على هذا الرسول العظيم وعلى هذه الرسالة المقدسة ، في عمل رديء يفتقد لكل مقومات الثقافة والأعمال الهادفة ، عمل جهد أصحابه على تزوير الحقايق والتاريخ والسيرة الصحيحة ، عمل عدواني بأمتياز هدفه المساس بوحدة الدين ووحدة الإنسان التي نادى وبشر بها محمد بن عبدالله - ص - .
وإننا في الوقت الذي نستنكر فيه هذا العمل المشين ، نستنكر في الوقت نفسه هذا الزخم الإعلامي المرافق والمروج لهذا الفساد ولهذا الإنحطاط ولهذا المساس العمدي بعقيدة المسلمين وأساس إيمانهم ، وإنني أقولها بصراحة : إن صبر المسلمين بدء بالنفاذ على كل من تعمد الفتنة وإشاع الفوضى وأسس لذلك وبنى عليه بنايانه .
إن شيئاً من هذا التزامن لانفهمه بين ذكرى 11 سبتمبر وعرض الفيلم ، ويكأن المغرضين يريدون أن يكون العداء لرسول الله محمد سنةً وثقافةً وفناً ينشرونه بين هذا الجيل ، كما ويريدونه نهجاً ينزعون إليه في تدمير قيم التعايش التي دعا إليها رسول السماء محمد بن عبدالله - ص - .
وإنني في هذه المناسبة الأليمة التي ألمت بنا نحن معاشر المسلمين ، أدعوا علماء الإسلام كافة للوقوف بوجه هذا التحدي السافر لمشاعر وقيم الإسلام العظيم ، وأدعوهم للتعبيرعن رفضهم وحمايتهم للرسول من خلال الإتباع الصحيح لسيرته وتعاليمه ، و ترسيخ قيم الحياة التي دعا إليها ، كما أدعوهم لنبذ التطرف والإرهاب وكل أشكال العنف التي قد تسيء للرسول الكريم ، وأوصيهم بالوحدة ونبذ الطائفية والتمسك بحبل الله المتين وصراطه المستقيم .
إن الإتباع الصحيح لتعاليم رسول الله تجعلنا - خير أمة أخرجت للناس - نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر بالفعل وبالقول ، إنها مناسبة لابد من إغتنامها لنعلم الناس كل الناس من هو محمد الرسول ومن هو محمد النبي الذي ينابذه القوم العداء ، وإنني في هذه اللحظة من تاريخ أمتنا أدعوا كل من يصله خطابي هذا ، للوقوف وقفة تضامنية حضارية يوم الجمعة القادم ، ودون اللجوء لكل مايسيء كي لايتخذ ذلك سلاحاً إعلامياً بيد أعداء الرسول محمد أعداء الحق والحياة والضمير ..
وفق الله الجميع لخدمة الإسلام العظيم والرسول الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آية الله الشيخ الركابي
13 – 09 – 2012