هذا أسم لمنظمة نسوية عالمية مقترحة تشكلت خلاياها قبل فترة في أوربا وأمريكا من مجموعة نساء وناشطات ومنظمات حزبية ومدنية ، وتتشكل من أجل حماية المرأة والدفاع عن حقوقها ووضع الميثاق الدولي تجاه المرأة موضع العمل والتنفيذ ومحاسبة الدول والمناطق التي يتعمد الإعتداء فيها على المرأة وحقوقها ،
وقد وضعت أولى لبنات هذه المنظمة في منطقة الشرق الأوسط لأهمية ذلك من الناحية الموضوعية والوجودية ، فالمنطقة تلك تحتاج بطبعها إلى مثل هذه المنظمة للوقوف :
أولاً : عند إحتياجات المرأة الفعلية والمفترضة . وثانياً : العمل على تحريرها من سلطة النظام السياسي والإجتماعي والثقافي القديم .
وثالثاً : رفع الظلم الواقع عليها .
ورابعاً : تحديد مناطق الخطر التي تلغي المرأة وتلغي دورها الإنساني والتاريخي الحياتي .
ونحن في الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي كنا من أوائل من نبه وأشار إلى أهمية وضع مشروع وبرنامج عمل متكامل لهذه الغاية ، خاصة في ظل ظروف العراق الغير طبيعية ومدى التخلف الذي أصاب واقع المجتمع العراقي ككل ، فالعراق يعيش منذ وقت ليس بالقصير هيمنة مزدوجة للنظام السياسي والإجتماعي على المرأة ، مما جعلها عنصر معطل تماماً أو قل هي متاع من الأمتعة لا تشارك في أي دور فعلي وجدي في صُنع حاضر ومستقبل العراق ، وزاد الطين بلة دور المؤوسسات الدينية ومراجع الدين المتخلفين الذي عملوا على نشر الصور السوداوية للمرأة حين تشارك في صُنع الحياة .
أضف إلى هذا وذاك لازال العمل جارياً وبكثافة في مناطق العراق بما يُسمى بقانون العشائر سيء الصيت والذي يحط من قدر المرأة ومن كرامتها ، ولازال - الفصل العشائري أو نظام الديات - يستخدم المرأة أسوء أستخدام من خلال جعلها شيء من الأشياء يساوي بينها وبين الدواب والمواشي !!
في ظل سكوت مطبق من قبل مؤوسسات الدولة والجمعيات النسوية العاملة ، وسكوت مثير للريبة من قبل رجال ومراجع الدين .
تلك الصور البشعة جعلت منا نحن دعاة الليبرالية الديمقراطية والمعنيين بحقوق المرأة وتقدمها بالعمل مع غيرنا من قوى المجتمع الدولي الحر لتحرر المرأة سياسياً وفكرياً وثقافياً والعمل الجاد من اجل استقلالها الإقتصادي والمعيشي من هيمنة سلطة الذكر الشرقي المسلم .
جاءت منظمة - نساء من أجل الحياة - لتدفع بهذا الإتجاه وتعزز الدور الواجب على مؤوسسات المجتمع المدني وعلى الدول في تطبيق المعاهدات الدولية ذات الصلة وتحجيم دور الأحكام القبلية والعشائرية التي تسود في منطقة العالم الإسلامي الذي يتعمد الأساءة للمرأة ولحقوقها ، مشيعاً في الناس جملة أخبار كاذبة عن الرسول محمد تعتبر المرأة ناقصة عقل ودين وحظ بل هي شر لابد منه على رأي علي بن أبي طالب ، وساوآها أبو هريرة بالكلب والحمار .. وساد في أدب المسلمين إن المرأة هي الشيطان الذي أغوى آدم وأنزله من الجنة ، في حبكة من الحكايا والقصص الساخرة ، مع إن الله ضرب للناس جميعاً - إمرأة فرعون - كمثل فاق حتى مثل الرسول محمد على أهميته .
إن تحرير المرأة ينطلق من فك القيود التي خلفتها سلطة الأستبداد الديني من عهد معاوية وإلى يومنا هذا ، وفك القيود يعني ان تكون حرة فيما يجب ان تعمل وفيما يجب ان تؤمن ، ولا سلطة لأحد عليها غير سلطة الضمير والقانون العام ، كما يجب ان ينتهي المسلمين من تحديد نوع وشكل لباس المرأة تحت مسمى واهي إلاّ وهو – الحجاب – الذي لا يمت للكتاب المجيد بصلة ، إنما هو فلكلور من التراث الصحراوي عممته السلطة الأموية حين أرادت للمرأة ان تكون جارية وغانية وخليلة ليس إلاّ ..
ويجري في العراق تعميم هذه الظاهرة من خلال حصر النساء في مراكز محددة وإختيار نوع من العمل لهن خاص ، والترويج لذلك عبر سلة من الأخبار الكاذبة تارة تروى عن النبي وأخرى عن أهل بيته ، وذلك لتمييع دور المرأة وإخراجه من ان يكون فاعلاً في سوق العمل السياسي والإجتماعي والثقافي والفكري ، فالمرأة ليست لحُسن التبعل وحسب بل هي شريك الذكر في الحياة وشريك له في البناء وشريك له في القرارات الحاسمة ، ومتى تتعزز الشراكة يمكننا القول إننا نسير في الإتجاه الصحيح ، وهذا يتطلب ان يكون للمرأة دور في إنتزاع الحقوق وخلق حاضر ومستقبل مغاير لما هي عليه الآن ، كما يجب نبذ الطريقة القبلية والعشائرية في التعاطي مع قضايا المرأة وهذه مسؤولية الدولية كما في قضية فرض القانون سواء بسواء ، وهذا العمل إجرائي محض لا يحتاج للكثير من الجدل - فنساء من أجل الحياة - يعني نساء من أجل الديمقراطية والحرية والسلام ، ومن أجل ثقافة الحياة ونبذ ثقافة الموت التي يكون في الغالب وقودها النساء كأمهات وأخوات وزوجات والعبء الأكبر على عاتقهن في كل طامة ..
نساء من أجل الحياة ليس شعار وحسب بل هو جهد جمعي للمرأة فيه الدور الحاسم والمميز ، لتعيش المرأة والمجتمع كله بسلام وأمن وتقدم ..