نتذكر نحن الليبراليون اليوم تضحيات المرأة العراقية بإجلال وإكرام ، ونتذكر معاناتها والكم الكبير الذي أهدرته من الدماء والدموع ، ونتذكر تلك البطولات الخالدة لنسوة عراقيات كن في الطليعة من بين نساء العالم وهن يخض نضالاً مستديماً لتحقيق العدالة والحرية والسلام .
النضال الذي أتخذ طرقاً متنوعة تستهدف رفع الحيف والظلم والتعدي والإجحاف الذي وقع عليها جراء نمط من السلوك والقوانين الذكورية الصنع والذكورية التفكير والذكورية المزاج ، فسُلب حقها القانوني في الحياة وسوتها العقلية المتخلفة كنوع من أنواع البهائم والأمتعة تباع وتشترى ، وليس لها من أمرها شيء ولايغرب عن الذكر طبيعة السنن العشائرية سيئة الصيت ضيقة الأفق ، فكانت ولازالت المرأة العراقية تخضع لها تحت مسمى - الديه – في عرفهم .
واليوم وبعد التحرير وبداية العصر الجديد في العراق ، لازالت الصورة قاتمة ولم يتغير ما كان مفترض ومطلوب ، ولازال مصير المرأة مجهول في ظل سطوة الواقع السياسي النمطي المريض ، وفي ظل الطبيعة الإجتماعية ذات الموروثات التقليدية البالية ، وفي ظل غياب ثقافة راقية تساهم في نشر الوعي وتعميم الإرادة الخيّرة ، وفي ظل هيمنة نوع من القوى الراديكالية المتخلفة والزاحفة بفعل الواقع المتخلف وبفضل التدافع الطائفي والمذهبي الكريه ، أضف إلى ذلك لم ترتق التشريعات التي تبنت مبدأ التساوي بين الجنسين ، بل إنها تلاشت مع فوضى الدم السائدة وجيوش الفتنة الجرارة التي زُج البلد فيها عن عمد من قبل دول ومنظمات وافدة سلكت وتسلك طرقاً تلغي دور المرأة التحرري ودورها في المشاركة الحقيقة في صُنع المستقبل والحياة .
ولكي نُساهم في الحركة العالمية لتحرير المرأة ونيل حقوقها شارك حزبنا - الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي - في تأسيس ورعاية المنظمة الدولية المُسماة - نساء من أجل الحياة - تلك المنظمة التي شاركت بفعالية في كل الندوات والمؤتمرات الدولية ومنها الندوة الدولية التي عُقدت في أربيل قبل نحو سنتين من الآن ، والتي عُممت فيها مسودة المنظمة وميثاقها على الدول العربية والإسلامية ، ويجب التنويه إلى إن ذلك وجد صدىً طيباً وتشجيعاً ومساندة من دول عربية وإسلامية .
وقد أكدت الليبرالية الديمقراطية في ميثاقها الوطني على أهمية وضرورة الغاء كل الفقرات والبنود الدستورية والقانونية التي تخص المرأة كقانون الأحوال الشخصية وقانون الحقوق ولواحقه والمواريث والوصايا ، ودعونا لتنظيف المحاكم من كل ما يمكن ان يكون أداةً أو وسيلة في عرقلة المرأة والحد من نشاطها ومشاركتها في الحياة أسوة باخيها الذكر ، ودعونا الفقهاء والمتنورين منهم خاصة للعمل من أجل إعادة النظر في مجمل النصوص القرآنية التي تخص المرأة كمبدأ القيمومة وعصمة الطلاق والزواج وقراءة كل ذلك من جديد ، وتهذيب نصوص الكتاب المجيد من تفسيرات أهل الظنون وأهل التراث ، وإعتبار النص كائن حي حضوري المبنى وحضوري الخطاب وقطع الصلة في فهم خطابه وأحكامه مع السلفيين والأخباريين وجعل خطابه شأناً للمعلوم وليس للمجهول .
وهذه الخطوة إجرائية الهدف منها ملامست مُراده من غير إفتراء كما يود بعض التراثيين تعميمه لتسود الخرافة ويبقى ظلم المرأة مستمر وتحت بند هكذا يريد الله ، او هكذا يريد الرسول وهم بُراء من ذلك ..
واليوم نضم صوتنا إلى صوت كل الأحرار وكل القوى الداعية لتحرير المرأة من سلكة الذكر وعنفه وسوء سلوكه تجاهها ، ولنجعل من هذا اليوم مناسبة لرفع الظلم وتحقيق الكرامة لبني آدم بني الإنسان ، ولتحيا المرأة في ظل سيادة القانون والعدل والحرية والسلام ، وليكن جهاد الجميع في هذه الإتجاه وعلى أساسه …