تنطلق – الليبرالية الديمقراطية - في موقفها من الوحدة ، من إيمانها ومن قيمها ومن تربيتها ، فهي لاتفصل بين إنسان وأخر ولا بين دين وأخر ، وعدم الفصل هذا تحدده ، الطبيعة الموضوعية لها ، والحتمية التاريخية ، عن مفهوم وحدة الإنسان ووحدة الدين ، وشرف الإنتماء للأمة العراقية ، وهو إنتماء وجود ، وإنتماء هويه ، وإنتماء كرامة ،
لذلك تعمل – الليبرالية الديمقراطية – على ترسيخه في التنظيم الإجتماعي وفي الوضع السياسي والإقتصادي والفكري والأخلاقي والثقافي ، وفي جوهر العمل الوحدوي لا تفصل الثقافة الليبرالية بين التصورات الفكرية والتربوية ولا بين الإرادة السياسية والوعي الإجتماعي .
كما إن تحرير الشعب من جملة المشاكل والمتاعب التي يصنعها الدين السياسي ومروجية من دعاة التبعية ، هي حاجة يتطلب الوصول إليها عمل نزيه وشريف من دون إلتوآء أو مراوغه أو تصيد للفرص ، والتحرير المقصود : طبيعة مركبة من الحرية الجماعية والسلام الجماعي في الممارسات والعمل ، وفي هذا الشأن تجعل الليبرالية الديمقراطية من مصالح الأفراد هدفاً واجب التحقيق .
تنطلق في ذلك من تعميم مقولتها عن الوحدة في كونها سلوك ومفاهيم تتعلق بحركة الحياة وعلاقات الأفراد وسلوك المنتظمات ، وهي بذلك تكون حركة وعي شعبي ترتبط بطبيعة البناء والتنمية والإعمار ، وترتبط كذلك بمفهوم التحرر الفكري من رواسب وأدران الطائفية والظلم ، والفساد المتعدد الوجوه والذي طال كل شيء وأصبح آفة تدمر كل شيء من عناصر البنية الوطنية .
وفي الطبيعة المادية تعني الوحدة : تحرير لوسائل العمل والإنتاج ، الذي يعني إخراج العمل وطبيعتة من النظام الموجه ، ليكون العمل هدفاً ووسيلةً من أجل مصالح الأمة في رفض التبعية والتخلف والجمود والطبقية ، ولهذا جعلت – الليبرالية الديمقراطية - من الوحدة مسؤولية تتقدم من حيث الوجوب على جميع المسؤوليات الوطنية ، إذ في ظلها يتم تصحيح أوضاع المجتمع المعاشية ، وفي ظلها يتحقق التوازن في بناءات الدولة والحكومة ، - فالمصالحة الوطنية - مثلاً لا يمكن ان تتحقق من دون إيجاد الواقع الموضوعي الوحدوي ، بحيث يكون ذلك الواقع حقيقةً لا شعاراً ، فتحرير البلاد والإستقلال ونيل الحريات والحقوق ، وأسترداد الكرامة والعيش الكريم ، لازم من لوازم الوحدة .
ولأنها كذلك دخلت الوحدة بيوت وعقول وقلوب - الليبراليين الديمقراطيين - لتحقق لهم ومعهم أحلام الشعب وأهدافه وآماله ، والربط بينها وبين حاجات الشعب الحيوية ، ربط إقتضاء وملازمة يظهر أو تظهر في صورة التعايش المشترك والتعاون والتنسيق والحرص على سلامة الوطن الواحد وطن الجميع ..
مركز الدراسات والبحوث في
الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي
19 - 05 - 2009