ذاع صيت هذا المصطلح وأنتشر في الإعلام بُعيد الثورة الإيرانية ، ومعناه ببساطة هو الدمج الإكراهي بين الإسلام والسياسة ، أي هو الدمج والمزاوجه بين الخيرالمطلق وضده .
فالإسلام كما أفهمه أو كما هو وارد في الكتاب المجيد [ عبارة عن مجموعة قيم ومُثل ] ، والسياسة كما هي مدونه في المعاجم [ وتعني فن الممكن ] هذا الممكن في الأشياء المتعامل فيها وبهذا يمكننا إلغاء القيم على حساب المصالح وهنا نستعير كلام قديم جديد وجدناه في كتاب الأمير لميكافيلي .
ومن هنا أو قل لذلك يكون الدمج هذا غير منطقي لأنه يُراكب بين الحلال والحرام في الدائرة الواحدة وفي الشيء الواحد ، وهذا كما ترون إضرار متعمد بوحدة الدين ووحدة المشروع الإلهي ، الذي بنى ويبني قواعده على أساس الصراط المستقيم أو على أساس مجموعة الوصايا الواردة في جميع كتب السماء التي توصي بعدم الكذب ، وتظل توصيك بان لاتقتل في عشرة كاملة من الوصايا .
والسياسة في مبانيها العامة لا تمنع من الكذب !! بل هو الدارج فيها سواء في خطابها العام أو في ثقافتها المحكية من الكلام و المواثيق والوعود إلخ إلخ إلخ !!! ، وتحويل الإسلام لكي يكون كذلك هو المرفوض من قبل الله كمبدأ وكمحتوى ، وللتذكير فقط نقول إننا في مناسبة متقدمة كتبنا : بإن الرسول محمد - ص - لم يؤسس للدولة ولم يمارس السياسة بمعناه الميكافيلي بل كان يعيش حركة الدعوة يمارسها في صورة الأمر والنهي ، وهذا الكلام منا يجري في سياق الواقع المحكوم من قبل الله والوحي عبر السور والآيات كقوله تعالى : - ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى إليك وحيه - إذن هذا هو الضابط في حركة الرسول - ص - ، ومن جاؤا بعد الرسول عاشوا حركة الصراع المحلي القبلي ولم يتسنى لهم تأسيس الدولة بمفهومها الدقيق .
لهذا نقول إن تحويل الدين على غير ماهو مطلوب منه إضرار بالدين وإضرار بالناس التابعين له وهو تعويم للفكر المطلق المنافي لمعنى التبرير حسب الشرط الموضوعي ، الذي يكثر في ظله النفاق والدجل والحياة بأكثر من وجه واحد ، أي إنه يكون الفعل الذي يُنهي الشفافية في القول والعمل مما يعني سيادة كل شيء وتبرير كل شيء ، وهذا هو عينه الذي أنتج جيل من الوضاعين من رواة الأخبار وهو نفسه الذي خرج لنا فقهاء ممن أباحوا سلطة الحاكم الظالم - حتى وإن ضرب الظهر وأنتهك العرض - فعلى الناس السمع والطاعة ، في ممارسة وتهريج تم فيه ومن خلاله تحليل الحرام وتحريم الحلال كل هذا وغيره يتم وفق رغبة و مزاج الحاكم السياسي .
هذا السلوك الديماغوجي رأيناه بكثافة في تاريخ الإسلام السياسي مع الدولة الأموية وماتلاها من حكم السلاطين والخلفاء الملوك ، ولازال هذا الفن الخاسر يمارس دوره ودعايته في تذويب ما بقي من قيم دينية نبيلة ساهمت في إرتباط الناس بالدين وبالله ، لكن هذا التحويل السياسي للدين باعد بين الله وبين الناس وشكل خروقات واضحة في معنى ومفهوم الصراط المستقيم ووصاياه العشرة المبثوثة في كتب السماء المتنوعة .
ولكي تصحح العلاقة تلك يجب فك الإرتباط القهري أو الدمج الإكراهي بين السياسة وبين الإسلام ، ويجب الضغط بإتجاه خلق واقع سياسي صحيح خالي من روح التزوير الإيديولوجي الذي يروج له مع غياب مشاريع في التنمية والإصلاح والعمل .
وتجربة الإنتخابات المحلية للبلدات العراقية الأخيرة عاشت هذا السلوك ، في إستغلال خطير للدين وقيمه في مجالات العمل السياسي ، ولكون ذلك يُشكل عبء واضح مارس البعض تزوير في خطاب التغطية .
والتصحيح الذي نقصده هو فعل إجرائي مزدوج التركيب ومتعلقه الإنسان الذي يجب ان يخرج بإرادته من دائرة الإنجرار دون وعي لخطاب الإسلام السياسي ، ومحاكمات الفعل من خلال الواقع لا من خلال التضليل والتهريج والتغرير الذي مافتئ دعاة الإسلام السياسي يمارسونه في كل المناسبات ومن دون تمييز من الشعارات إلى العبادات والممارسات الطقسية ناهيك عن التعميه اليوميه والحديث فيها يطول .