عند الساعة الثامنة ليلا من يوم 10 تشرين الأول 2019 جرى اتصال عاجل بين الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اذ طلب الرئيس السوري بشار الأسد مكتب الرئيس الروسي بوتين حيث ترك مدير مكتب الرئاسة السورية خبرا بأن الرئيس السوري الأسد يريد التكلم هاتفيا مع رئيس روسيا بوتين لسبب ضروري.
وكعادته الرئيس بوتين كان يرد فورا على الاتصالات او أحيانا لا يتم إبلاغه بأي اتصال به لانه يكون في فترة انقطاع حيث يختار هو أحيانا مدة نصف ساعة لا يتكلم مع احد على الهاتف، او أحيانا يغيب 4 ساعات عن أي اتصال الا في حالة حرب ويكون في اجتماع يدير الخلية الأمنية الاقتصادية العليا لروسيا.
بعد نصف ساعة اتصل مكتب الرئيس الروسي بوتين وكان المتصل اليد اليمنى للرئيس الروسي المسؤول بيسكوف، وقال ان الرئيس بوتين جاهز للحديث مع الرئيس الأسد الرجاء إعطائي الرئيس الأسد لاتكلم معه كي اعطيه الخط ليتكلم مع الرئيس الروسي بوتين.
ومن مكتب الرئيس الأسد بالنتيجة تم إيصال الخط لبدء مكالمة مشفرة هي قائمة على شيفرة بين روسيا وسوريا على مستوى الرئيسان بوتين والأسد، غير معروف ما اذا كانت اميركا وإسرائيل لديها القدرة على فك هذه الشيفرة، وفي الاتصال ابلغ الرئيس السوري بشار الأسد ان حشد تركيا جيشها على حدود ادلب وإعلان تركيا انها ستحتل اراضٍ في سوريا بعمق 40 كلم وطول 110 كلم يعدّ احتلال كامل لاراضٍ سورية، وان سوريا ستعلن الحرب على الجيش التركي المهاجم وانها ستستعمل كل وسائل الدفاع وان سوريا غير خائفة من الحرب مع تركيا رغم قوة الجيش التركي.
هنا رد الرئيس الروسي بوتين بأنه سيتصل بالرئيس التركي اردوغان ويسـأله عن الموضوع كما سيسأل وزارة الدفاع الروسية ماذا لديها من صور أقمار اصطناعية عن منطقة الحدود التركية السورية لمعرفة احتمالات الحرب.
بعد 20 دقيقة تكلم الرئيس الروسي بوتين مع الرئيس السوري بشار الأسد وأبلغه ان الأقمار الاصطناعية الروسية رصدت حشود الجيش التركي التي تستعد لاحتلال أراض في سوريا، كما تكلم مع الرئيس اردوغان الذي قال له ان تركيا مصرة على احتلال مساحة من سوريا بعرض 40 كلم وطول 110 كلم، وهي مساحة ضخمة جدا من الأراضي السورية، وانه طلب من الرئيس اردوغان التأخر او تجميد أي هجوم لاجراء الاتصالات.
واتصل بالرئيس السوري بشار الأسد وابلغه الوضع، وكان رد الرئيس السوري بشار الأسد ان سوريا لا تستطيع السكوت عن احتلال أراضي سورية من قبل الجيش التركي، وان سوريا ستعلن الحرب كاملة على الهجوم التركي.
في هذا الوقت، كانت قوات الجيش السوري قد انتشرت حول محافظة ادلب، التي تسيطر على القسم الأكبر منها جبهة النصرة الإرهابية وقسم بسيط من الجيش التركي كما انتشر مع الجيش السوري على خط جبهة في وجه الجيش التركي قوات من حزب الله، وهي عناصر مسلحة بصواريخ مضادة للدبابات والمدرعات، ويعدّون بالالاف، إضافة الى قوة من الحشد الشعبي الشيعي العراقي الذي انتشر أيضا ليقاتل الى جانب الجيش السوري ضد الجيش التركي إضافة الى المستشارين والخبراء وقوات إيرانية عددها غير كبير للاشتراك في الدفاع عن الأراضي السورية.
سمع الرئيس بوتين بهدوء مع قاله الرئيس الأسد وقال الرئيس بوتين انه بذل كل جهده مع الرئيس التركي اردوغان بعدم شن الحرب على الأراضي السورية لكن تركيا مصرة لانها تعتبر هذه المنطقة، منطقة يسيطر عليها الاكراد وهم قوات مقاتلة للجيش التركي وسبّبت حرب تاريخية ضد تركيا ولن تسمح تركيا ببقائهم على الحدود ضمن سوريا، بل ستطردهم نهائيا من هذه المنطقة، وان الرئيس الروسي بوتين استمهل الرئيس التركي اردوغان مهلة من الوقت وقال له سأجيبك بعد ان اتصل مع الرئيس السوري بشار الأسد، وقد قال الرئيس بوتين بعد التفاوض على الهاتف مع الرئيس التركي اردوغان والرئيس السوري بشار الأسد، تركيا وسوريا حليفة لروسيا، وروسيا لن تشن حرب على تركيا، كما لن تشترك في حرب سورية – تركية، والامر متروك لكم، وانا كرئيس لروسيا اتوقف عند هذا الحد.
حشدت سوريا صواريخ ارض – ارض كثيفة جدا وحشد حزب الله صواريخ ارض – ارض اتى بها من ايران عبر العراق وتظهر للمرة الأولى وقادرة على إصابة اهداف في تركيا، وفي المقابل تركيا متكلة على سلاح الطيران الحربي لديها والمدفعية البرية حيث لديها مدافع يصل مداها لـ 40 كلم.
عند الساعة 32 بعد منتصف الليل من يوم 10 تشرين الأول بدأت القوات التركية بالتقدم، فبدأ الجيش السوري باطلاق صواريخه ارض – ارض ضد اهداف تركية، وبدأ باطلاق صواريخه ارض – ارض ضد المدرعات والاليات التركية وفعل حزب الله نفس ما قام به في حرب 2006 عندما قاوم الجيش الإسرائيلي بصواريخ ساغر اس المتطورة واشتعلت الجبهة.
غاب الرئيس بوتين عن الاتصال لكنه من غرفة عملياته في سوتشي كان يشاهد عبر الأقمار الاصطناعية مجرى المعركة، تركيا التي تعتمد على سلاح الجو لديها حيث تملك 250 طائرة أميركية من طراز اف 16 بدأت بارسال طائرات الـ اف 16 الأميركية لقصف على الجبهة الجيش السوري وحلفائه، وللمرة الأولى تصاب مدن تركيا في العمق بالصواريخ السورية، وعبثا حاولت طائرات اف 16 التركية اسكات الصواريخ فلم تستطع، لان الصواريخ تم تجهيزها تحت الأرض بتخطيط إيراني كما فعلت ايران عندما ساعدت حزب الله في كيفية زرع صواريخه واطلاقها وتحديد الأهداف واصابتها.
ثم وصلت برقية الى مكتب الرئيس التركي اردوغان ان مدينة انطاليا السياحية الهامة جدا تسقط عليها صواريخ كبيرة تحمل نصف طن من المتفجرات، وانه رغم كثافة القصف الجوي التركي فلم يتوصل الجيش التركي الى اسكات صواريخ ارض – ارض التي بدأت تصيب المدن ومراكز الجيش التركي على الحدود لكن خاصة المدن التركية الهامة التي هي العامود الفقري للسياحة في تركيا على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.
لم يكن لدى سوريا قدرة بطائرات حربية الهجوم على تركيا، لكنها استعملت منظومة بانكستير الروسية ومنظومة صواريخ اس 300 انما بتقشف كثير ولم تطلق كمية كبيرة، وركزت على ضرب الصواريخ ارض – ارض من سوريا على تركيا في حين كان حزب الله يقترب مجاهدوه من مراكز الجيش التركي ويقصفون عليه صواريخ ويدمرونها دون ان يكتشف الجيش التركي الانفاق التي هي لدى حزب الله وهو يخرج من هذه الانفاق ليضرب الدبابات التركية ويحرقها تماما كما فعل بالدبابات الإسرائيلية في حرب 2006.
عندما تلقى اردوغان ان مدينة انطاليا تصاب بالصواريخ بكثافة وان تركيا لا تملك قوة منع ردع الصواريخ الاتية من سوريا قرر الرئيس اردوغان قصف دمشق وقصف قصر الشعب أي مكان وجود الرئيس السوري الأسد، لكن الرئيس الأسد وعائلته كانوا في مكان تابع للجيش محصّن ومنه يدير الرئيس السوري بشار الأسد الحرب ضد الجيش التركي المهاجم.
بدأ الجيش التركي هجومه البري لكنه تلقى وابلا من صواريخ ساغر التي اطلقها مقاتلو حزب الله وهم يختفون في الانفاق وتحت الأرض، وهي كناية عن شبكة غرف تحت الأرض تتصل ببعضها البعض ويؤمن الهواء اليها وفيها مياه وفيها الات كمبيوتر وموصولة على مراكز وجود صواريخ ارض – ارض التي تملكها سوريا ويملكها حزب الله، واستعمل حزب الله صواريخ ارض ارض بكثافة ضد اكثر من مدينة تركية.
الرئيس الروسي بوتين لم يتدخل، الرئيس التركي اردوغان اتصل بالرئيس بوتين وقالوا له انه نائم، وعندها قام الرئيس التركي اردوغان بالتركيز على فكرة ارسال طائرات تركية لقصف دمشق وقصف الرئيس السوري الأسد، انما جنرالات الجيش التركي قال الى اردوغان اذا اطلقت سوريا صواريخها او حزب الله البعيد المدى الى إسطنبول فستصاب اهم مدينة على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود وغيرها وهي إسطنبول بخسائر فادحة وليس لدى الجيش التركي منظومة دفاع جوي يستطيع رد 1000 او 10 الاف صاروخ قد يطلقهم حزب الله من ترسانته التي يقدرها الخبراء العسكريون بانها 150 الف صاروخ ارض ارض شديدة القوة هذه الصواريخ.
اصر اردوغان على الاتصال ببوتين وايقاظه والتكلم معه وان هنالك حالة حرب ويجب ايقاظ الرئيس الروسي، استيقظ بوتين وسمع كلاما من الرئيس اردوغان بأن تركيا تفكر بشن حرب شاملة على سوريا لاحتلالها بكاملها وان جيش تركيا المؤلف من مليون جندي قادرة تركيا على استعمال 700 الف جندي لاحتلال سوريا بالقوة، لكن بوتين أجاب اردوغان اشك في انك تستطيع احتلال سوريا، وافعل انت وسوريا ما تريدون اما انا لن اتدخل.
وترك الرئيس الروسي زميله الرئيس اردوغان في حيرة كبيرة وقرر اردوغان الانتظار حتى الصباح ليقرر ما اذا كان سيرسل طائراته لقصف العاصمة السورية دمشق.
بعد سقوط اكثر من 1500 صاروخ على المدن التركية الأهم في تركيا على الشاطئ بالسياحة وهروب السياح بنسبة مليوني سائح من تركيا من جهة إسطنبول نحو انقرة نحو مناطق آمنة بأن الرئيس اردوغان اعطى الامر بوقف شن الحرب والانسحاب وهكذا اتفاق اردوغان مع بوتين وبصورة غير مباشرة مع الرئيس الأسد على وقف مستوى الاشتباك عند هذا الحد وان الجيش التركي لن يهاجم ليحتل منطقة من سوريا عرضها 40 كلم وطولها 110 كلم.
وبهذه الطريقة انتهت الحرب التي كانت تريد فيها تركيا احتلال حوالي 20 في المئة من ارض سوريا، الى تجميد الهجوم التركي والانسحاب في حين استكمل الجيش السوري وحلفائه حزب الله ومن العراق وايران مشروع الهجوم على الجيش التركي اذا تقدم مترا واحدا، لكن رئيس تركيا اردوغان ارسل رسالة عبر روسيا الى سوريا بانه أوقف أي هجوم على سوريا وهكذا لم تحصل الحرب السورية التركية التي كانت ستغير أوضاع كثيرة في المنطقة وفق النتيجة التي تصل اليها.
نقلاً عن الديار