بوتين اكتشف خط سري بين تركيا واميركا ضد نظام الاسد وسيأمر بحرب شرسة
موسكو ترسل تهديدات غير مباشرة الى تركيا رغم العلاقات الجيدة والطيران الروسي يخرق اجواء تركيا
في مدينة جورين مركز عسكري هام للجيش العربي السوري وهو خط الدفاع عن مرتفعات محافظة اللاذقية والذي يمنع اي تنظيم ارهابي ان يقصف من تلال اللاذقية الساحل السوري كما حصل في السابق.
وفي الماضي كانت تركيا قد لعبت لعبة وسخة جدا ضد سوريا عندما فتحت خط كسب امام التكفيريين الذين هاجموا من كسب خلال اللاذقية وقصفوا الساحل السوري، فقام الطيران الروسي في قصف القوات التكفيرية وضمن الجيش العربي السوري وحزب الله هجوما عنيفا سيطر فيه على ريف اللاذقية ووصل الى مدينة جورين التي هي على مدخل سهل الغاب الذي يفصل ما بين تلك المنطقة ويمتد الى محافظة حماه ويصل الى ادلب.
امس قام الجيش التركي بتسهيل مرور عبر سهل الغاب ومن ادلب 10 الاف جندي سوري منشق الى ريف حماه والقرى فيها وخاصة الى ريف حمص وذلك في مدينة الحولا والرستن حيث هنالك موقع استراتيجي لقوات المعارضة السورية. ويبدو ان الجيش السوري المنشق في تنسيق مع الجيش التركي استطاع ايصال حوالي 4 الى 5 الاف جندي الى الحولا والرستن حيث تسيطر المعارضة السورية المسلحة بقوة على تلك المناطق، ولم يستطع الجيش العربي السوري بعد احتلال تلال ريف حمص رغم انه يسيطر على المدينة، كذلك فان الجيش العربي السوري يسيطر على مدينة حماة لكن على ريفها العالي لا يسيطر.
لذلك ارسلت تركيا 5 الاف جندي الى ريف حمص و5 الاف جندي الى ريف حماه، وهذا وفق ناطق غير مؤكد من قوى المعارضة الاسلامية المتشددة، لكنهم قالوا انه بعد الغوطة سنبدأ المعركة الفعلية في ريف حمص وريف حماه. واذا استطعنا السيطرة على ريف حماه فمعنى ذلك اننا سنستطيع ضرب الساحل السوري.
اما سهل الغاب الفارغ من القوى ويفصل بين ادلب وبين ريف اللاذقية وحماه فهو سهل شاسع لن يسيطر عليه بعد احد في صورة فعلية. ومن جهة جورين وسهل الغاب الغربي في اتجاه ريف اللاذقية هنالك قرى علوية كثيرة يقابلها قرى مؤيدة للمعارضة التكفيرية وتقوم في قصف هذه القرى، لكن الجيش العربي النظامي السوري اسكت مدافع القوات الاسلامية المتشددة التكفيرية واصبح الوضع هادىء الى حد ما، لكن يجري التحضير لمعركة ريف حمص وريف حلب.
اما لماذا تركيا تفعل ذلك فهذا غريب، ذلك ان الاتفاق الثلاثي في تركيا بين بوتين واردوغان والرئيس الايراني روحاني هو الاتفاق على وقف التصعيد ووقف الحرب في سوريا، لكن رأينا ان قرار مجلس الامن 2401 الذي اعطى الاوامر في وقف اطلاق النار في سوريا ادى الى اكبر حرب خاضتها روسيا مع الجيش العربي السوري ضد الغوطة الشرقية وازاحتها بكاملها وكامل سكانها والمقاتلين فيها.
من الطبيعي انه في الايام القادمة قد تتخذ روسيا قرارا وسلاح الجو السوري ببدء قصف الطيران الروسي لريف حماه وريف حمص، بكثافة كبيرة حتى تدمير القوى المعارضة فيها. وتركيا لا تتفق مع روسيا على اتجاه التسوية السياسية التي تم طرحها، وهي بقاء الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد مع اصلاحات بسيطة جدا، بينما تركيا تريد اصلاحات كاملة في سوريا مقابل بقاء الرئيس الاسد في الحكم، اما ايران فتدعم الرئيس بشار الاسد ولا تريد فرض اصلاحات على الرئيس السوري بشار الاسد. لكن تركيا تلعب لعبتها من خلال استيعاب القوى المسلحة التكفيرية على حدودها وتدريبها وتحضيرها يتم ارسالها في اتجاه الداخل السوري لازعاج نظام الرئيس السوري بشار الاسد وعدم حصول استقرار في سوريا.
موقف الرئيس بوتين هو الحاسم
يظهر في الايام القادمة ان الرئيس الرسوي الذي اختلف الى حد ما مع الرئيس التركي في شأن النظرة للتسوية السياسية عندما قدم بوتين ورقته وقال ببقاء الاسد واجراء اصلاحات بسيطة رفض الرلائيس التركي اردوغان ذلك وقال نقبل ببقاء الرئيس الاسج ولكن يجب فرض اصلاحات سياسية كاملة وان تكوةن سزريا ديموقراطكيوة في كل معن الكلمة، وان تركيا لن تقبل بالنظام السوري كما كان في السابق لانه يشكل بؤرة توتر على حدودها وهي تريد وحدة الاراضي السورية لكن لا تقبل بنظام الرئيس بشار الاسد ان يعود نظاما رئاسيا ويشرف على المخابرات السورية وتقبل به قائد اعلى للجيش السوري لكن لا تقبل بأن يكون هو من يقوم في تعيين رؤساء اجهزة المخابرات السورية بل تقوم الحكومة السورية مجتمعة باقتراح من وزير الدفاع ووزير الداخلية تعيين اجهزة المخابرات السورية وهذا الامر مرفوض كليا من الرئيس بشار الاسد.
على هذا الاساس، سوف يكون دور الرئيس الروسي بوتين حاسم واذا كان يريد الرئيس بوتين حسم الموضوع فالطائرات الروسية في قاعدة حميمم قادرة على تدمير كامل المعارضة في ريف حمص وحماه من خلال طائرات سوخوي 35 س الحديثة الاكثر حداثة والتي بدأت عملها منذ شهر وتم ارسال منها 5 اسراب الى قاعدة حميمم وهذه الطائرات قادرة على تدمير مراكز المعارضة في ريف حماه وريف حمص.
ولذلك ينتظر مراقبون كثيرون موقف الرئيس الروسي بوتين من هذا الموضوع، لكن الرئيس بوتين غير متسرع في القرار لانه يريد معرفة الموقف الاميركي الحقيقي ففي حين يعلن الرئيس الاميركي ترامب ان الجيش الاميركي سينسحب من سوريا ويعلن البنتاغون انه يرسل مزيد من القوات الاميركية الى سوريا.
هذا وتراجع الرئيس الاميركي ترامب عن اعلانه في انسحاب الجيش الاميركي من سوريا وقال انا قلت بالانسحاب لكن على الاقل علينا الانتظار 6 اشهر قبل اتخاذ القرار.
الرئيس الروسي بوتين اعتبر ان اميركا تناور وتريد عمل شيء ما في سوريا، وان تركيا رغم خلافها مع اميركا في شأن الاكراد الا ان الاتفاق الاستراتيجي الاميركي التركي ما زال معاديا لنظام الرئيس بشار الاسد ولا يريد استمرار الرئيس بشار الاسد، في حين ان الرئيس الروسي بوتين يعرف ان هو وايران سيشكلوا القوة التي تدعم الرئيس بشار الاسد، كما ان الرئيس الروسي بوتين ارسل مدير مخابراته الى العراق واجتمع مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وبحث معه تنسيق تحرك الجيش العراقي في اتجاه الحدود مع سوريا وخوض المعركة في مناطق يحتاج اليها الجيش السوري، لكن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال ان الانتخابات العراقية على الابواب والان لا يستطيع اتخاذ قرار. انما مدير المخابرات العراقية قال ان لدينا 60 الف مقاتل من الحشد الشعبي العراقي وهم مقاتلون محترفون يستطيعون التوجه نحو سوريا لخوض المعركة.
ولذلك فخط المعركة هو خط يمتد من محافظة ادلب ويمر في سهل الغاب الى محافظة حماه ومن محافظة حماه الى حمص ومن حمص الى دمشق. ولذلك ينتظر الرئيس الروسي بوتين قبل اتخاذ قراره وضوح الموقف الاميركي، ووفق وكالة تاس الروسية فان روسيا والجيش الروسي قد يقوموا في شن حرب جوية لا مثيل لها تصل الى 3 و4 الاف غارة في الشهر على مراكز التكفيريين في حمص وحماه وان بوتين يريد ان يلوي ذراع المعارضة نهائيا وانه سيعود الى تهديد مبطن الى تركيا اذا شعر ان هنالك خط تحت الطاولة بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والجيش الاميركي، لان الجيش الاميركي الذي كتا يدعم الاكراد لن يتدخل في عفرين ابدا بل على العكس طلب من الاكراد الانسحاب وترك الجيش التركي يحتل مدينة عفرين وكامل دائرتها، وهذا ما اقلق الرئيس بوتين واعتبره مؤامرة تركية – اميركية.
على كل حال نظام الرئيس الاسد مدعوم روسيا وايرانيا، وعراقيا، اما المعارضة التكفيرية فعادت تركيا الى دعمها والسعودية ايضا، رغم حرب السعودية على تنظيم الاخوان المسلمين ودعم تركيا الى الاخوان المسلمين ووقوف تركيا الى جانب قطر ضد السعودية، لكن المصلحة السعودية التركية هي اوسع من ذلك وتريد ان تصنع مستقبل سوريا وخاصة مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد. اما الرئيس بشار الاسد فيحضّر قوة من 120 الف جندي بعدما انهى كامل موضوع العاصمة دمشق حيث ستقوم الفرقة الرابعة المؤلفة من 35 الف جندي مع الفرقة الخامسة المؤلفة ايضا من حوالي 35 الف جندي، والفرقة 11 المؤلفة ايضا من هذا العدد في التوجه من دمشق ومحيطها بعدما اصبحت في امان على ان يقوم الطيران الروسي في حماية اي هخجوم من القلمون في اتجاه دمشق او من درعا في اتجاه دمشق ويتوجه الجيش السوري الى محاغظة حماه وحمص وينهي الامر ومنها هنالك المعركة الكبرى في سهل الغاب ومن يربح هذه المعركة يربح معركة نظام الرئيس بشار الاسد وبقاء الاسد والتعديلات وطلبات تركيا وشروط ايران والموقف الروسي واللعبة الاميركية غير المكشوفة.
الديار