يشاركني الكثير من أبناء شعبي هذا الحلم ، كما يشاركوني الأمل والرجاء في ان يتغير الحال إلى أحسن حال ، وقضية التغيير هي قضية وجدانية وشعورية يعيشها الشعب في وجدانه ، صحيح إن عملية التغيير هي عملية سننية وليست أماني وليست أحلام بل هي عملية دورية وممارسة إيجابية لا بد ان يقوم بها الجميع .
لقد كانت فرحة الإنتصار على داعش لا يساويها فرحة على المستوى الفردي والجماعي ، والفرح لا يستكمل أشراطه من غير تبدل لازم في موازين القوى ، تلك التي سببت وأثرت بشكل مباشر في نكسة العراقيين ، وكنا على الدوام نبشر ونعد الناس باليوم الجديد اليوم الموعود ، و بشائر ذلك اليوم تتجلى في كثرة المطالبات الجماهيرية بملاحقة الفاسدين والمفسدين وتقديمهم للعدالة ، ويرى عامة العراقيين إن محاسبة أهل الفساد حاجة وطنية لا يعلوها شيء في هذه المرحلة ، لأن محاسبة المفسدين يعني بداية التعافي الحقيقي ، وبناء الدولة المدنية التي يريدها الجميع ، فثمة رغبة لدى الجميع بأن التغيير لا يكون ممكننا من غير تلك الدولة الطارحة لكل مؤثرات وموبقات الدولة العتيقة وأرهاصات الدولة المشوهه ، التي عاش العراق فيها طيلة هذه السنوات العجاف ، فبالدولة المدنية يمكن أن يكون للعراقيين أمل بالحياة وفيها يمكنهم الإطمئنان على المستقبل .
لقد كانت المرحلة الماضية سوءة قسمت الناس وزادت في تباعدهم وتنافرهم ، بين ما هو ديني و مذهبي و عرقي وطائفي ، ونحن ومن خلال متابعتنا لجميع الآراء والأفكار والتوجهات ، بدى لنا واضحا ان الجميع يريد الدولة المدنية ويريد النظام الليبرالي الديمقراطي ، فالخيارات التي عاشها بعد 2003 زادته رغبة في توكيد هذه الإرادة ، خاصة مع ظلال النكبة التي عاشها العراقيون والتراجع والإنقباض الذي أدى إلى زوال الكثير من قيمه ومقوماته ، ونحن من موقعنا كنا ننبه وكنا نشير إلى أدوات الهدم التي كانت تستغل طيبة العراقيين في مدارج ومناحي ما كان ينبغي لهم السير فيها ، فخدعتهم الشعارات الدينية تارة والطائفية أخرى ،
أقول : لقد ولى ذلك الزمن الذي كان العراقي يعيش المخاتلة وعدم الوضوح ، واليوم حيث كل شيء يتبدل محيطنا وعالمنا ودوار الجوار ، بدت جميعها تنزع ما عليها لكي تعيش الحياة كما هي من غير تزييف ، ولقد ولى زمن أولئك الذين يحكمون بأسم اللات والعزى ، ودول الجوار جميعها تتسابق نحو الدولة المدنية فما بالنا نحن نضيع مشيتنا في الإتباع الغير محمود للغير ، وأظن إن زمن المفسدين قد ولى ، ولعل تجربة الرئيس ترامب فيها الكثير من الإيجابية فلولاها لما كان ممكناً نهاية داعش ، ولما كان ممكناً الحديث عن ثورة للخلاص من المفسدين ، طبعاً هنا نشير للعامل الخارجي ودوره ، ولدي ثقة وايمان بان زمن هيمنة الفساد وتجار الدم والمروجين للفتنة سينتهي تلك هي سنة الحياة ، ولكي يكون ذلك ممكنا علينا العمل جميعا وسويا ، وفي ذلك الكل شركاء لا نستثني أحدا فالكل عمل بقصد أو بدونه على تقويض أسس وأركان الدولة .
إن عزيمة المخلصين من ابناء الوطن وتشجيع قوى العالم الحر أدت إلى هزيمة الظلام وإنتصار العراقيين على عدوهم ، وما تبقى هو بضع مروجين وفاسدين نحتاج لحسم النزاع معهم بروح ووثبة ثورية وعزيمة عالية ، وفي ذلك سنؤيد رئيس الوزراء وهو يخطو الخطوات الأولى في سبيل القضاء على ما تبقى ، وسنكون معه وهو يجاهد من أجل أرساء دعائم الدولة فما يهمنا هو الحث والنخوة والغيرة التي يتحلى بها ، فله ولكل عامل في طريق الخير منا كل تحية وسلام ، مستفيدين من هذه المناسبة أعني راس السنة لنجدد المحبة والثقة بقواتنا المسلحة كافة ، لتواجه كل ما يستجد بروح وهمة وايمان ، كما نرسل بتهنئة خالصة لشعبنا لكي يعيش الحياة على نحو متطور ومتجدد ، وللجميع أقول : - كل عام ,انتم بخير - ولتكن سنة 2018 سنة التغيير والعمل والبناء والإعمار ، وإعادة الحقوق لمن يستحقها ...