ماذا سيكون قرار مجلس الامن بشأن حلب؟
ادى سقوط حلب وانتصار الرئيس بشار الاسد الى تعجيل الحل السياسي ولكن طبعا ليس مع الارهابيين انما مع جبهة المعارضة المدنية حيث سيرعى مجلس الامن المفاوضات في كازخستان عبر الموفد الدولي دي ميستورا. وفي نطاق متصل، اتهمت روسيا الولايات المتحدة بالوقوف وراء سقوط تدمر بيد داعش ردا على الانتصار الميداني في حلب. وفي وقت لا تبدي اوروبا اي حماسة لانتصار الاسد، قررت روسيا وايران وتركيا وضع الحل في سوريا على اساس ان ايران حليفة سوريا درجة اولى وروسيا داعمة لحربها ضد الارهابيين وتركيا لها نفوذ واسع عند المعارضة وسيتم اعلان وقف اطلاق النار وفقا لما قال بوتين من اليابان.
في غضون ذلك، يتردد سقوط حلب في العالم كله ويمكن اعتباره انتصارا كبيرا لجبهة الممانعة ولذلك الذي قام بطبخ المفاوضات لترحيل المسلحين والتكفيريين من حلب عندما رأى حجم الانتصار قرر تعطيل الانسحاب عبر خرقه واخذ الاسرى والاسلحة الثقيلة مع الارهابيين الخارجين من حلب. عند ذلك تدخل الجيش السوري وأعاد الحافلات الى معبر الراموسة واغلقه وتوقفت عملية اجلاء في حلب حاليا ولكن المسلحين محصورون في احياء محدودة.
واللافت ان مجلس الامن انعقد ليلا بصورة طارئة بناء على طلب فرنسا لبحث الوضع في حلب وارسال مراقبين دوليين اليها. وقال الرئيس الفرنسي ان روسيا استعملت في الماضي الفيتو كثيرا لمصلحة النظام السوري ونأمل منها هذه المرة لاسباب انسانية الا تستخدم الفيتو. اما الحكومة السوري فيجري التشاور معها عبر روسيا وايران لايجاد حل لحلب. وقال المبعوث الدولي لسوريا ستيفان دي ميستورا ان الوضع دراماتيكي في حلب مشددا على ضرورة ارسال مراقبين دوليين لكن السلطات السورية ترفض ذلك. اضف الى ذلك، طلب الاتحاد الاوروبي والرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب من الرئيس بوتين الضغط على الحكومة السورية للقبول بالمراقبين الدوليين. وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا سيكون قرار مجلس الامن بشان حلب الليلة؟
وفي التفاصيل، وبعد تعرض الفوعة وكفريا لعمليات قصف من قبل «جيش الفتح»، تم تعليق عمليات الإجلاء من شرق حلب اذ قال مسؤول سوري رفيع المستوى إن عمليات الإجلاء من شرق حلب ستُستأنف بعد خروج الجرحى من قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب. وفي وقت سابق، كان مصدر في «جبهة فتح الشام» التي تقود تحالف «جيش الفتح» قد قال لوكالة رويترز، إن المعارضة المسلحة وافقت على بدء إجلاء الجرحى من قريتي الفوعة وكفريا. بموازاة ذلك، اكدت وزارة الدفاع الروسية ان الجيش السوري بسط سيطرته على كامل احياء حلب الشرقية مشيرة الى ان قوات الحكومة السورية تتعامل مع مناطق معزولة يواصل مقاتلو المعارضة المقاومة فيها.
اما في دمشق فقد وقع انفجار في مركز للشرطة بمنطقة الميدان قد يكون ناتجاً من قيام امرأة بتنفيذ عملية انتحارية وكان بين الخسائر البشرية انتحارية الى جانب اصابة 3 شرطيين بجروح وفقا لما افادت صحيفة الوطن السورية القريبة من الحكومة السورية.
على الصعيد السياسي، اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ما حدث في تدمر السورية هو نتيجة لعدم وجود تنسيق بين قوات التحالف الدولي وموسكو ودمشق، مؤكدا أن تحرير حلب تطور مهم يسمح بإيجاد هدنة جديدة. وقال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في طوكيو امس ، «أكدت أكثر من مرة أنه يجب توحيد الجهود لكي نكافح الإرهابيين بشكل فعال».
وشدد الرئيس الروسي على أهمية تحرير حلب من المسلحين، قائلا: «مسألة تدمر، على ما يبدو لي، رمزية بحتة. أما حلب فإنها بالطبع موضوع بالغ الأهمية من الناحية السياسية العسكرية» مشيرا الى أن عملية إخراج المسلحين التي تجري حاليا من شرق هذه المدينة السورية هي ما تم التوصل إليه، بما في ذلك خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بطرسبورغ.
وأوضح أن موسكو اتفقت مع أنقرة على مساهمة تركيا في إخراج هؤلاء المسلحين الذين سيوافقون على إلقاء السلاح من أجل حماية المدنيين قبل كل شيء.
وأكد بوتين أن موسكو تجري مباحثات مكثفة مع المعارضة السورية بوساطة تركية، مشيرا إلى إمكانية إجراء جولة جديدة من هذه المباحثات في كازاخستان، إذا وافق الأطراف المعنية على ذلك. وأوضح أن مثل هذه المباحثات في حال إجرائها ستكمل المباحثات الجارية في جنيف.
وذكر الرئيس الروسي: «أول من أمس اتفقت مع الرئيس أردوغان هاتفيا على أن نطرح على الجانبين المتنازعين - من جهتنا لحكومة سوريا، ورئيس تركيا لممثلي المعارضة المسلحة - مواصلة عملية مفاوضات السلام في منصة جديدة، قد تكون هي عاصمة كازاخستان مدينة أستانا».
وفي النطاق ذاته، ابدى المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية رياض حجاب استعدادا للانضمام لمحادثات سلام يعتزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقدها بشرط أن يكون هدفها تشكيل حكومة انتقالية وقال حجاب: «إذا كانت هناك نية لحل سياسي حقيقي لتشكيل حكومة انتقالية لها صلاحيات كاملة فإن الهيئة العليا للمفاوضات تؤيد هذا الحل السياسي».
من جهة اخرى، تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ، بإنشاء مناطق إنسانية آمنة في سوريا ومطالبة دول الخليج بتمويل هذا المشروع. وأعلن ترامب في تصريح أمام مؤيديه في مدينة هيرشي بولاية بنسلفانيا أن هذا الإجراء يهدف إلى مساعدة المدنيين، واصفا ما يجري في سوريا بأنه أمر مؤسف جداً. وأصر الرئيس المنتخب على أن بلاده غير قادرة، بسبب الحجم الضخم لدينها العام، على تمويل هذا المشروع، مضيفا أنه سيطالب دول الخليج بتقديم الأموال المطلوبة.
ـ التحالف الدولي يدمر اسلحة ثقيلة في تدمر ـ
على صعيد اخر، دمر التحالف الدولي لمحاربة الارهاب أسلحة ثقيلة استولى عليها عناصر تابعة لتنظيم داعش حين سيطروا مجددا على مدينة تدمر السورية نهاية الاسبوع الفائت وقد نفذ التحالف غاراته فى محيط مطار تدمر شمال شرق المدينة وقد أتاحت تدمير أربع عشرة دبابة وثلاث بطاريات مدفعية مضادة للطائرات ومبنيين سيطر عليهما الجهاديون وآليتين. وفي هذا السياق، قال المتحدث العسكري باسم التحالف في بغداد الكولونيل جون دوريان فى بيان أن الجنرال ستيفن تاوسند الذى يقود الحملة الجوية للتحالف ضد الجهاديين في العراق وسوريا منذ صيف 2014 «كان واضحا خلال مؤتمره الصحافي في 14 كانون الاول لجهة اننا سنضرب هذه المعدات قبل أن تشكل تهديدا للعمليات ضد تنظيم داعش».
الديار