نافذة على التاريخ السياسي للعراق المعاصر من الإحتلال البريطاني إلى الامريكي 17
النظام السابق إستخدم قادة الحركة الوطنية وسطاء مفاوضين مع البارزاني
محسن جبار العارضي
مراجعة: محمود تركي اللهيبي
المقدمة
لاشك ان الظروف الاستثنائية التي احاطت بالبلاد خلال وبعد العمليات العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية في 20/اذار/2003 والتداعيات التي تلت ذلك بدءاً من سقوط الطاغية في التاسع من نيسان 2003 والتي ما زالت مستمرة الى الان. سوف تبقى مستمرة الى ان يتحقق الجلاء لجميع القوات الاجنبية وتنتزع السيادة ليعود العراق كما كان بعد ثورة الرابع عشر من تموز/1958 حراً مستقلاً.
نعم انها ظروف استثنائية لانها من تداعيات الاحتلال وادت الى تدمير كل ما يرمز الى الدولة ناهيك عن البنى التحتية التي لها علاقة مباشرة بحياة المواطنين اليومية. ولقد استطاع الاحتلال ان يستغل تلك الظروف لمصلحته الخاصة من خلال العمل المتواصل على تعميق النعرات القومية والطائفية والمذهبية التي ترتكز عليها سياسة (فرق تسد) لبعثرة الجهد الوطني وتدمير كل ما من شانه ان يقوي الوحدة الوطنية التي تعد شرطاً اساسياً لتحقيق المشروع الوطني، الذي يضع شعار “العراق اولاً” في مقدمة الاهداف التي يناضل من اجل تحقيقها الشعب العراقي.
ومن مكونات هذا التيار:
-حركة الوفاق الوطني العراقي (د.اياد علاوي، راسم العوادي، تحسين معلة صلاح الشيخلي، عماد شبيب، ستار الباير)
– الحركة الوطنية الموحدة (د.احمد الكبيسي)
– حركة الضباط والمدنيين الاحرار (العميد الركن نجيب الصالحي، سامي الخفاجي)
– الحركة الوطنية العراقية (حاتم جاسم مخلص التكريتي)
– الحركة الوطنية للخلاص
– حركة طريق النور (د.علي سبتي، محمد عبد العزيز،هاني الياس الحديثي)
– حركة نهضة العراق الجديد (احمد محمد فيصل)
– تجمع العراق الديمقراطي (فرقد معز الدين القزويني)
– التجمع القاسمي الديمقراطي (قاسم امين الجنابي،د. سيف قاسم الجنابي، طالب حامد قاسم)
– التجمع من اجل المثنى (محمد الزيادي)
– حركة التجديد الديمقراطي (سمير عبيد)
– حركة احياء العراق
– حزب الامة العراقية الديمقراطي (مثال الالوسي)
– حركة الاخاء الوطني (المهندس نديم حاتم سلطان التميمي)
– تجمع الشبك
– جبهة العمل المشترك الديمقراطي (عباس هادي جبر)
– كتلة انتفاضة العراق الشعبانية لعام 1991 (يحيى كاظم العصامي)
– التجمع الوطني لتيار الوسط (محمد عبد الكريم محمد علي نجم)
– حزب انصار الديمقراطي العراقي (محمد فاضل علي)
– تجمع وطني (هناء ادوار جورج)
– حزب الاخاء الوطني العراقي (رعد سلمان علوان العبيدي)
– حزب الشعب العراقي الديمقراطي (عبد الرضا جميل ناصر الخفاجي)
– القائمة الرسالية الوطنية (احمد يعكوب العبيدي)
– حركة المجتمع الديمقراطي (حميد الكفائي، احمد شياع البراك)
– رابطة الاتفاضة الشعبانية المباركة لعام 1991 (قاسم احمد عبود العادلي)
– التجمع الرسالي الحر (هاشم طالب مصطفى)
– كتلة الفراتين (شاكر عبد الامير خشان)
– تجمع الخدمة /النجف (طالب كاظم عيد)
– التجمع الوطني لاهالي السماوة (محمد الزيادي)
– تجمع الفرات الاوسط (حاكم خزعل خشاب)
– الجبهة الوطنية لتحرير العراق
– حزب اتحاد الشعب
– حزب الاصلاح والعدالة والديمقراطية
– حزب العراق الموحد (ابراهيم العطا الله)
– حركة بناء مستقبل العراق (قاسم حسين الصقر)
– الحركة الوطنية الديمقراطية (مهدي نوري)
– حركة المهجرين العراقيين
– حزب الانقاذ الوطني العراقي (سامي زيدان خلف العبيدي)
– حزب عهد الامة (سعد كاظم السعدي)
– الحزب الجمهوري العراقي
– الحزب الوطني الديمقراطي /جناح الجادرجي (نصير الجادرجي،عبد الرزاق الدبيس،د. محمد الحاج حمود)
– حزب الاتحاد الوطني لبناء العراق
– حزب الوسط (د. صالح المطلك)
– حزب البناء الديمقراطي (د.عبد الهادي مشتات،اسعد حامد رياح العبادي)
– الحزب العراقي الديمقراطي الموحد
– حزب العدالة والتقدم الديمقراطي (سامي فالح سليمان)
– حزب الوطن الموحد (مشعان الجبوري)
– حزب الاخاء والسلام
– حزب السلام العراقي (هاشم عبد السلام الصدر،د. طه حامد)
– حزب الشعب الديمقراطي الحر (فهد الغريب،محمد ساهي عواد)
– حزب التحالف الوطني الديمقراطي العراقي (محمد العزاوي،عباس مجيد حسن،مهدي جاسم موسى)
– المؤتمر الوطني العراقي (د.احمد الجلبي، نبيل الموسوي، د.مضر شوكت، د.كوران الطالباني)
– حزب الاصلاح الوطني العراقي (سامي عزارة ال معجون)
– حزب الدستور الديمقراطي العراقي (عباس هادي،عبد الله التميمي)
– الحزب الوطني الديمقراطي الاول جماعة الاهالي (هديب الحاج حمود، عبد الوهاب الطائي)
– حزب المجتمع المدني العراقي (فالح كاظم زاير المقدادي)
– حزب الكلمة الحرة العراقي (ماجد اسد الجبوري)
– حزب الامة (سعد صالح جبر)
– الحزب الوطني الديمقراطي القاسمي (سعد قاسم الجنابي)
– حزب الوطن الديمقراطي الحر (هيثم توفيق فياض الحسني)
– الحزب الليبرالي الديمقراطي العراقي (محمد باقر السهيل)
– الحزب الوطني العراقي
– الائتلاف الوطني الديمقراطي (السيد توفيق الياسري، د.سعد العبيدي)
– التحالف الوطني العراقي
– مؤتمر العراق (طارق العادلي)
– مجلس اعيان العراق (نزار حبيب الخيزران،اياد جمال الدين)
– مجلس الانقاذ الوطني (اللواء المتقاعد محمد علي السباهي)
– الجمعية الدستورية الوطنية في العراق (د.معمر الكبيسي)
– التجمع الوطني العراقي الديمقراطي السلمي
– التجمع الوطني الديمقراطي العراقي (د.ليث كبة)
– تجمع الوحدة الوطنية العراقي (د.نهرو محمد عبد الكريم الكسنزان)
– كتلة انتفاضة العراق لعام 1991 (عبد الحسين الشيخ طعمة، المهندس مالك ابراهيم)
– التجمع الوطني الديمقراطي (حسين محمد الجبوري،فوزي عبد الله المحمود،د.ماهر صالح علاوي)
– مؤتمر العراق الديمقراطي الموحد (د.جودت العبيدي)
– رابطة الدفاع عن حقوق الشعب العراقي (مزهر الدليمي)
– الوفاق الوطني الديمقراطي العراقي (صلاح عمر علي التكريتي)
– الحزب الجمهوري الوطني الحر
– الجبهة الوطنية لمثقفي العراق (سطام الكعود،احمد زيدان جلوي)
– الاتحاد الوطني العراقي (طلعت الوزان،محمود السورجي)
– التجمع الجمهوري العراقي (سعد عاصم الجنابي)
– التجمع من اجل الديمقراطية العراقي (محمد رضا القصاب، رحيم الساعدي)
– التجمع الشعبي العراقي
– اتحاد الضباط العراقيين
– الجبهة الوطنية (د.فوزي فرمان)
– تجمع الوسط الديمقراطي العراقي (د.حسن البزاز،العميد البحري قيس عبد الرحمن عارف،العميد منذر الواعظ،اللواء عبد الوهاب القصاب، اللواء د.مؤيد الونداوي،لواء الشرطة جيهان بابان)
– هيئة الانقاذ والخلاص الوطني (ابراهيم شاكر العبيدي)
– التجمع الشعبي الديمقراطي العراقي (حسن جابر،خلف المنشدي)
– الاصلاح الوطني (عصام عايد، محمد دبدب)
– التحالف الوطني العراقي (عبد الجبار الكبيسي،عبد الامير الركابي، عوني قلمجي،د. ابراهيم الكبيسي، فاضل الربيعي)
– تجمع الوسط الديمقراطي
– الجبهة الوطنية الموحدة (د. صالح المطلق)
– المؤتمر التأسيسي الوطني العراقي لمقاومة الاحتلال
– مجلس الحوار الوطني (محمود العزاوي، خلف العليان، مجبل الشيخ عيسى)
– مجلس اعيان بغداد (السيد عقيل الخطيب)
– حزب الائتلاف الوطني الموحد (السيد علي السيد يوشع)
– المؤتمر الوطني (مطشر صخي المحمداوي،حسين علي كاظم)
– اتحاد العراق للعراقيين
– حركة الاحرار (وليد الربيعي)
– الاتحاد العراقي الديمقراطي الوسيط (د. ايهم السامرائي)
– التجمع الوطني العراقي (د.حسين محمد الجبوري)
– الجبهة الوطنية العراقية (سعد الجنابي)
– الحركة الايزدية (اليزيدية) من اجل الاصلاح والتقدم (امين فرحان جيجو)
– التجمع الديمقراطي المندائي (نزار ياسر الحيدر)
– الحركة الوطنية لثوار الانتفاضة (ماجد الساري)
– حركة ثوار الانتفاضة (الشيخ كاظم عبد الواحد)
– تجمع احفاد ثورة العشرين (رعد راهي عبد الواحد سكر،عبد الحسين عبد العظيم الياسري)
– الحزب الديمقراطي الاخضر (د.عبد الكريم الحجازي)
– حركة النهوض الوطني العراقي (ماجد الموسوي)
– التجمع من اجل العراق (د.رعد مولود مخلص)
– حزب تجمع الوسط (محمود محمد جواد)
– تجمع العدل والمساواة (سهيل داود الجزائري)
– جمعية العراقيين الاوفياء (سعد يحيى خضير)
– الائتلاف الوطني الديمقراطي (د.مالك دوهان الحسن)
– حزب الجمهوريين الاحرار (حسين عبد الحسن الموسوي)
– تجمع عراق المستقبل (د.ابراهيم محمد بحر العلوم)
– تجمع النخب العراقية (محمد خزعل شمبر)
– كتلة المصالحة والتحرير (مشعان الجبوري)
– الوفاء للنجف (عدنان عبد خضير)
– الجبهة الوطنية لوحدة العراق (حسن زيدان خلف اللهيبي)
– التحالف الوطني الديمقراطي (سمير شاكر محمود الصميدعي)
– تجمع “عراقيون” (الشيخ غازي عجيل الياور)
– حركة العراق الجديد
– مؤتمر وحدة العراق (محمد شهاب الدليمي، د. نبيل محمد سليم)
– حركة عراقيون (طارق جودت المعموري)
الفصل الثالث
العراق والطاغية
ماذا حل بالعراق اثناء حكم الطاغية وبعد سقوطه؟
بماذا يفكر العراقيون بعد سقوط الطاغية؟
تمهيد:
المبحث الاول: سياسة النظام المنهار تجاه التنظيمات السياسية الأخرى التي كانت قائمة غداة استلامه السلطة في 17/تموز/1968.
المبحث الثاني: السياسة الاقتصادية التي كان يروج لها النظام المنهار والتي أرهقت كاهل الشعب العراقي طيلة الـ(35) سنة من حكمه المنهار.
المبحث الثالث: الأيام التي سبقت بدء العمليات العسكرية في 20/3/2003 مروراً بالأيام التي استغرقتها العمليات العسكرية وانتهاءاً بسقوط الطاغية في 9/4/2003م.
المبحث الرابع: الوضع النفسي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني الذي أحاط بالعراقيين بعد سقوط الطاغية في 9/4/2003م.
المبحث الخامس: الطرق الكفيلة الواجب اتباعها والتعاون من اجل تحقيقها للمحافظة على كرامة البلد واستقلاله ووحدة ترابه تحت شعار (يا أبناء العراق اتحدوا).
العراق والطاغية
ماذا حل بالعراق أثناء حكم الطاغية وبعد سقوطه؟
بماذا يفكر العراقيون بعد سقوط الطاغية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
“قـــــــــــل لــــن يصـــــيبنا إلا ما كـــــتب الله لـــــنا”
صدق الله العلي العظيم
تمهيد:
من المفيد هنا وعند الحديث عن المشاريع والتصورات التي تدور في أذهان العراقيين عموماً والتي يجب ان تناقش لغرض التطبيق جزئياً او كلياً وحسب الظروف المحيطة بالبلد لابد من إعطاء صورة عامة عن الوضع الذي خلقه النظام الاستبدادي المنهار طيلة ثلاثة عقود ونيف من السنين والتي أفرزت الكثير من الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية المنحرفة فكانت المحصلة النهائية لكل تلك الانحرافات ظهور مجموعات مختلفة من بين أبناء الشعب العراقي تنادي بأفكار وتعمل من اجل الترويج لها بالرغم من انها أفكار غريبة عن طموحات شعبنا وتطلعاته لا بل انها غريبة عن واقع هذا الشعب المجاهد الصابر الصامد الذي استطاع ان ينتزع حريته وكرامته واستقلاله من المحتل البريطاني بعد الثورة الوطنية العارمة التي اجتاحت مدن العراق جميعاً عام 1920م وكان محورها الأساسي عشائر الفرات الأوسط وقطب الرحى فيها القيادة الدينية في النجف وكربلاء والكاظمية المتمثلة بالمرجعية الدينية وحوزتها الشريفة بقيادة الميرزا محمد تقي الحائري الشيرازي.
ولكي يكون الموضوع اكثر وضوحاً لابد من توزيع الافكار والمفاهيم التي يحاول التعرض لها على عدة مباحث يتناول كل منها ما يتعلق به منفصلاً عن المبحث الآخر تفادياً للخلط بينها بالرغم من وجود الترابط والتشابك الكبير بين تلك المباحث.
المبحث الاول
يتناول سياسة النظام المنهار تجاه التنظيمات السياسية الأخرى التي كانت قائمة غداة استلامه السلطة بعد 17/تموز/1968م.
المبحث الثاني
يتناول السياسة الاقتصادية التي كان يروج لها النظام والتي أرهقت كاهل الشعب لانعدام التخطيط والعلمية من جهة والتسلط الفردي الذي كان يمثله رأس النظام من جهة أخرى بما يطرحه من افكار غريبة بين فترة وأخرى تأخذ طريقها للتطبيق من دون مناقشتها او دراسة الجدوى الاقتصادية منها لأنها من بنات أفكار القائد التاريخي.
المبحث الثالث
يتناول الأيام التي سبقت يوم بدء العمليات العسكرية في العشرين من آذار/2003م مروراً بالأيام التي استغرقتها تلك العمليات وانتهاء بسقوط النظام في التاسع من نيسان/2003م.
المبحث الرابع
يتناول الوضع النفسي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني الذي أحاط بالعراقيين بعد يوم التاسع من نيسان والذي كانت من ابرز ملامحه ظهور الدبابات الامريكية والبريطانية في شوارع بغداد والمحافظات وبذلك انطوت حقبة زمنية من تاريخ العراق استمرت (83) عاماً حيث عادت بنا الذاكرة سريعاً الى ايام الاحتلال البريطاني للعراق مطلع القرن العشرين.
المبحث الخامس
يتناول الطرق الكفيلة الواجب اتباعها والتعاون من اجل تطبيقها من احل المحافظة على كرامة البلد واستقلاله ووحدة ترابه “وتحت شعار يا أبناء العراق اتحدوا” للنهوض ثانية من الكبوة التي سببها النظام الاستبدادي المنهار فكانت النتيجة تكبيل العراق ثانية بقيود الاحتلال.
المبحث الأول
سياسة النظام تجاه التنظيمات السياسية التي كانت قائمة غداة استلامه السلطة في 17/تموز/1968م.
من الملفت للنظر في هذا المجال اتباع النظام سياسة ماكرة اراد من خلالها تحسين الصورة التي ارتسمت عنه إبان فترة حكمه الأولى في العراق بعد الثامن من شباط عام 1963 والتي استمرت تسعة اشهر ارتكب خلالها المجازر المروعة بحق شعبنا فكان من ابرز مظاهرها أحكام الاعدامات والقتل والتشريد بحق المناضلين المجاهدين من اجل الحرية والكرامة على امتداد الساحة العراقية ومن دون تمييز فيما يخص الدين او القومية او الطائفة او المعتقد السياسي.
فما كان منه الا ان يقوم بإصدار القرارات المتعاقبة بإطلاق سراح السجناء السياسيين وعلى اختلاف مذاهبهم لكي تتجه نحوه الأنظار ويخلق نوعاً من التأييد الشعبي والجماهيري للحركة الانقلابية التي جاءت به الى السلطة والتي أطلق عليها اسم الثورة البيضاء.
وهذه السياسة المعلنة لم تكن سوى أكذوبة لذر الرماد في العيون من اجل تنفيذ مآربه الاجرامية بحق كل من يعتنق فكراً سياسياً يختلف معه وتكون النتيجة تصفية الساحة الوطنية من هذه التنظيمات لينفرد بها وبالتالي ينفذ السياسة التي رسمها اصلاً قبل القفز للسلطة والتي تعتمد سياسة الحزب الواحد والقبضة الحديدية لقيادة البلد نحو المستقبل المجهول مستفيداً من تجارب الدكتاتوريات التي سبقته.
لقد تميزت سياسة النظام في المرحلة الأولى من ايام حكمه بأتباع سياسة الترهيب والترغيب تجاه التنظيمات السياسية والتي تميزت باعتقال رموز الحركة الوطنية والقومية واغتيال الناشطين منها أمثال فؤاد الركابي ومحمد الخضري وعبد الامير سعيد.
اما الحركة الاسلامية وحوزتها العلمية فقد واجهت حملة اعتقالات واسعة تزامنت مع تشديد الخناق والمحاصرة لقياداتها المختلفة والحد من تحركاتها ومراقبتها لا بل وصل الأمر بأزلام السلطة من فرض الاقامة الجبرية على زعيم الحوزة العلمية آنذاك السيد محسن الحكيم (رض) وتوجيه تهمة التجسس الى أحد أولاده الأكثر شهرة انذاك وهو السيد مهدي الحكيم مما اضطره الوضع الى مغادرة الوطن والهجرة بحيث ظلت مخابرات النظام تلاحقه الى ان نفذت عملية اغتياله في السودان فيما بعد أثناء مشاركته في احد المؤتمرات الاسلامية.
علماً ان مطاردة واغتيال رموز الحركة الاسلامية لم يقتصر على ابناء الطائفة بل عموم الحركة الاسلامية على الساحة العراقية عليه لم نفاجئ عندما قام النظام باغتيال العلامة الكبير الشيخ عبد العزيز البدري (رض).وبمرور الأيام توسعت دائرة الاغتيالات لتشمل البعض من رموز النظام بواسطة حوادث السيارات لا لشيء الا لكونهم يتعاطفون مع القضايا الوطنية والقومية والاسلامية المرفوعة آنذاك وقد راح ضحية تلك السياسة عضو قيادة الحزب عبد الوهاب كريم وعضو فرع بغداد حبيب جاسم (الاسود) واحد كوادره في مدينة الكاظمية جواد كاظم التميمي.
ولكنه وعندما لم يلتمس الفائدة من تلك السياسة اراد الظهور بمظهر المنقذ للعراق من خلال وضع الحلول الجذرية للقضية الكردية مستفيداً من سمعة وخبرة قادة الحركة الوطنية العراقية آنذاك فأستخدمهم كوسطاء مفاوضين مع قيادة الحركة الكردية بوجود قائدها التاريخي مصطفى البارزاني انتهت بتوقيع اتفاقية 11/آذار/1970م والتي نصت على منح الاكراد حكماً ذاتياً بعد مرور (4) سنوات من تاريخ اعلان الاتفاقية.