Thursday, October 25. 2012
لوسي بروفن
ترجمة : احمد عبد الله
عن ايجيبت ديلى نيوز
وجة (بهاء ) مبتسم ملىء بالبهجة تناسى الاحداث التى مرت بها عائلتة, والد (بهاء) شيخ قرآنى يعيش فى قرية فى صعيد مصر,حين تحول الى الدين البهائى, تقبل جيرانهم اختيارة و عاشوا كمجتمع صغيرفى سلام .تغير هذا صباح احد الايام من عام 2001, جاء المسلحين من رجال الشرطة و اخذوا الاب و الام و معهم اثنين من اعمامة و احد اعمام زوجتة.تم اعتقال الاب فى سجن طرة لمدة تسعة اشهر و اعتقلت الام لمدة سبعة اشهر.بعد هذا الحادث و اعلان والده انة بهائى بدأت القرية تكتسب شهرة بوجود بهائيين فيها والسكان فى القرى المحيطة ابتدأوا ينشرون الشائعات عنهم ويعايرون اهل القرية بما يجرح كرامتهم) هكذا يتذكر بهاء.
كل ذلك وصل لذروتة عام 2009,عندما ذهب والد بهاء والناشطة البهائية بسمة موسى الى البرنامج التليفزيونى (الحقيقة).وفى البرنامج اتهمهم الصحفى جمال عبد الرحيم بأنهم مرتدون و قال لهم انتم كفرة و يجب قتلكم و اذهبوا وابنوا دولة فى اسرائيل. بعد ذلك بفترة وجيزة, تم احراق و نهب بيوت البهائيين فى قرية( بهاء)وكان عليهم ان يهربوا و لم يعودوا من وقتها. و هنأ جمال عبد الرحيم الذى تم تعيينة هذا العام رئيسا لتحرير جريدة ( الجمهوية) المعتدين من اهالى القرية على ما فعلوة .
تراوحت حظوظ البهائيين فى مصر الذين يقدر عددهم بحوالى 2,000 بهائى منذ قدومهم عام 1860, بعض الاحيان يتم قبولهم و يعيشون بين المجتمعات فى مصر و احيان اخرى يتم الهجوم عليهم و اعتبارهم جواسيس و صهاينة .اليوم لا تعترف مسودة الدستور المصرى الا بثلاثة اديان الاسلام و المسيحية واليهودية ,مما يعنى ان البهائيين سيتم استبعادهم من مستقبل مصر. اذن من هم البهائيون وماذا سيفعلون بشأن هذا ؟
فى القاهرة,مساء احد ايام الخميس, جلس بهاء على اريكة رمادية كبيرة وكان هناك ارائك كثيرة مثلها تراصت بشكل دائرى فى غرفة بيضاء .الشباب من الجنسين يتقاطرون الى الغرفة من مختلف الاديان ,يحيون بعضهم بحرارة.لايسأل احدهم الآخر عن ديانتة فيما يبدو انة قانون غير مكتوب .يعلن المضيف مع بداية اللقاء ( جئنا لنناقش ما نتشابة فية لا ما نختلف علية ). الايدى تتبادل اوراق تحتوى نصوص مقدسة من القرآن و التوراة و الانجيل و الكتب المقدسة الاخرى. اذا جلست معهم لن تستطيع ان تخمن ان هذة جلسة تعبدية بهائية ,باستثناء صورة معلقة فى الزاوية: صورة لشخص ذى عمامة وعيون بنفسجية.
العيون البنفسجية لفارسى اسمة (عبد البهاء), ابن الميرزا حسين على,المعروف ببهاء اللة, مؤسس الدين البهائى. اعلن (حسين على) انة الاحدث فى سلسلة من الانبياء تضم ابراهيم,موسى ,بوذا,كريشنا,زرادشت,المسيح ,ومحمد. اعلن بهاء اللة ان الانسانية تسير نحو عالم خالى من التعصبات و الحروب. دعى الى المساواة بين الجنسين و التعليم الاجبارى والقضاء على الفقركما يؤمن البهائيون بالبحث المستقل عن الحقيقة وابطال الكهنوت و انتخاب الوكلاء الذين يمثلونهم دينيا . من اجل هذة المبادىء تم اضطهاد بهاء اللة فى مسقط رأسة فى ايران و نفية الى عكا (تعرف اليوم باسرائيل)وقد توفى هناك.
جاب عبد البهاء الشرق الاوسط بعد وفاة والده, ناشرا لتعاليم الدين الجديد. وبينما هو فى لبنان التقى مع شخصية لها نفس الملامح و هو المصرى الشيخ (محمد عبدة), استمر عبد البهاء لنشر الدين الذى يتبعة الآن سبعة ملايين نسمة و يعتبر اكثر اديان العالم انتشارا على المستوى الجغرافى بعد المسيحية. اصبح الشيخ محمد عبدة الأب الروحى للفكرة الحديثة للدولة الاسلامية ووكان له تأثير عظيم على حسن البنا مؤسس الاخوان المسلمين.فصداقة ( عبد البهاء و محمد عبدة) عكست رحابة مصر للبهائيين فى ذلك الوقت. يقول المؤرخ سهيل بشروئى ( لقد تناقشوا فى امور تخص الشرق ,كيف يتقدم و يتطور مع الحفاظ على القيم الشرقية و المبادىء الدينية, لم تكن قضية ان عبد البهاء ليس مسلما, لان ثقافة هذا العصر فى العالم العربى وخاصة فى مصر تميزت بقدر كبير من المناقشات و الحوارات للوصول الى آفاق جديدة).
القبول فى وقت مبكر:
بحلول عام 1924, تم تأسيس المحفل الروحانى المركزى البهائى ,وهى هيئة ادارية منتخبة للدين البهائى فى مصر .كانالرابع من نوعة فى العالم, اصبحت مصر محطة للحجاج البهائيين المسافرين الى عكا.وفى عام 1925,فى مدينة ببا بصعيد مصر الغت محكمة ببا الشرعية للاستئناف زواج ثلاثة بهائيين من نساء مسلمات.وفى سياق ذلك ,اعترفت المحكمة بالدين البهائى, و اعلنت انة دين جديد منفصل لة احكامة وقوانينة المستقلة)
تم الاعتراف رسميا بالدين البهائى عام 1934.بحلول عام 1950 كان هناك حوالى خمسة الاف بهائى مصرى.و محافل محلية فى حوالى 13 مدينة و قرية و قام البهائيون بشراء قطعة ارض حوالى 17,000 متر على ضفاف النيل لبناء دار عبادة.
بسمة موسى ,الاستاذة فى جامعة القاهرة التى ظهرت فى التليفزيون مع والد( بهاء) تجلس فى حديقتها تشاهد بعض الصور القديمة.فى احدى الصورتظهر والدتها من خلف جمع كبير من داخل مبنى المحفل البهائى المركزى فى القاهرة. تتذكر بسمة قصص والدتها عن المحفل وهى تحكى لها انة كان هناك دوما زيارات لبهائيين ياتون من مختلف الدول بها وهناك مساواة بين الرجال والنساء وهو الشىء الغير معتاد تماما وقتها .السكان فى المنطقة التى بها المحفل كانوا يتقبلونة كشىء عادى .
الاضطهاد:
القبول لم يكن ليستمر. بعد 40 سنة من ثورة 1919التى قادها سعد زغلول تحت شعار( الدين للة و الوطن للجميع) اصبح الرئيس المصرى جمال عبد الناصر قلقا من ارتفاع اعداد البهائيين وصلتهم بمركزهم الادارى بدولة اسرائيل التى نشأت على حدود مصر بطموحات توسعية . فجاء قراره فى عام 1960 برقم 263 والفقرة السادسة منة تقضى بحل كل المحافل و المراكز البهائية و تعليق نشاطاتها. وسمح للبهائيين فقط بممارسة شعائرهم فى بيوتهم لكن كل الممتلكات الرسمية البهائية و الودائع و الاصول تمت مصادرتها ولم يتم اعادتها حتى الآن.
كان الهدف من قرارات عبد الناصر تعزيز العلمانية لكن الحكومات التى اعقبته قامت باستهداف البهائيين باعتبارهم اصحاب بدعة. رغم ان دستور 1971 اقر ان الدولة يجب ان تضمن حرية الاعتقاد و ممارسة الشعائر الدينية , ولم تكد تمر اربع سنوات فى عام 1975حتى ايدت المحكمة العليا قرار 263و حكمت ان الحماية الدستورية تشمل فقط الاديان السماوية الثلاث (الاسلام والمسيحية واليهودية ).
ثم منذ عام 1965 حتى عام 2001 تم اعتقال 263بهائى بموجب المادة 98 من القانون الجنائى التى تحرم ازدراء اى من الاديان السماوية او معتنقيها او تهديد الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى.نادرا ما اعقب الاعتقال محاكمة وكان يتم الافراج عنهم . رجحت (يوهانا بينك) استاذة الدراسات الاسلامية بجامعة( البرت لودويك بمدينة فرايبورغ- المانيا ) ان الحكومة المصرية لم تكن فى الحقيقة قلقة من البهائيين كمصدر تهديد لكنها كانت تحاول اضفاء الشرعية على سلطتها فى عيون الشعب و الظهورامامة بمظهر المدافع عن اسلام الدولة.
المواقف العامة:
انتهزت الحكومة المصرية الفرصة لممارسة التمييز ضد البهائيين معتمدة على سلبية الرأى العام و اعتمادة على الشائعات. بعد عام 1960 طبقا لبحث اجرتة (يوهانا بينك) عن حرية العقيدة فقد اصبحت لهجة الصحافة اكثر سلبية و تعتمد على الجدل و اضافت انة بعد عام 2005 اصبح الاعلام يتكلم عن العلاقة بين البهائية و الصهيونية كشىء مفروغ منة. وفى عام 2008 رصد مركز الاندلس للتسامح و مكافحة العنف مقالات نشرتها الصحف القومية تتضمن تحريضا مباشرا على الكراهية ضد البهائيين و غالبا كان يتم النظر اليهم كتهديد للامن القومى. واستشهدت اللجنة الامريكية لحرية الاديان على ذلك بمقولات صدرت من رجال دين مثل عبد المنعم الشحات القيادى السلفى البارز حيث قال ان البهائيين ليس لهم اى حقوق فى الدستور الجديد و يجب ان يحاكموا بتهمة الخيانة .منذ عام 1910 حتى عام 2010 صدرت 15 فتوى تصف البهائيين بالزنادقة استنادا على كونهم يؤمنون ان نبيا جاء بعد محمد .
كل هذا اثر على الحياة الشخصية لاحفاد الذين تحولوا للبهائية على يد تجار بهائيين ايرانيين منذ عقود مضت .سمية محمد رمضان الحاصلة على جائزة نجيب محفوظ للاداب تحكى قصة تعرفها على الدين البهائى وهى فى انجلتر.تقول (رأيت صورة لعبد البهاء بملامحة الشرقية و عمامتة و تساءلت ماذا تفعل هذة الصورة فى غرفة معيشة بمدينة بريتون, بدأت اسأل و فاتنى القطار فى هذة الليلة) . مع عودة سمية الى مصر تقبلت اسرتها ايمانها الجديد,رغم ذلك و فى بعض الاحيان كانت ديانتها تسبب احراجا, تقول سمية ( يوما ما كنا نتكلم عن المساواة بين البشر و كان الجميع موافق على ما اقولة و لكن حين قلت ان افكارى مستمدة من كونى بهائية ساد الصمت فى القاعة)
بسمة موسى كانت من العشرة الاوائل على دفعتها بكلية طب الاسنان وتم تعيينها فى جامعة القاهرة.عندما تساءل زملاءها عن اختلاف عادات الصوم لديها افصحت لهم عن ديانتها . تقول بسمة ( البعض امتنع عن الكلام معى او تناول الطعام معى ,البعض الآخر بدأ يتهمنى باهمال العمل). باستمرار كان يتم تجاهلها فى الترقيات و امضت وقتا طويلا تجاهد امام ادارة الجامعة التى تعمل بها. تقول بسمة( فقدت خمس سنوات من حياتى و عملى وكنت دوما وحدى, ولم اكن استطيع القول ان السبب كونى بهائية) .
موجة اكثر ايجابية من المساندة أعقبت قضية عام 2009, حيث حصل البهائيون على الحق فى كتابة شرطة ماكن خانة الديانة فى البطاقة الشخصية .كان عدم الاعتراف بديانتهم من الممكن ان يحرمهم من كثير من الحقوق مثل التعليم والسكن وحق الانتخاب. وكان الخيار الوحيد امامهم ان ينافقوا و يكذبوا بشأن ديانتهم وكثير من وسائل الاعلام القت الضوء على القضية مما ساعد على خلق مزيد من الوعى العام.مراسل فى جريدة المصرى اليوم اخبر( دانيال بيريل) الذى اجرى دراسة فى 2010 عن حقوق البهائيين ان الاعلام كان منحازا من قبل لكن فى 2009 كانت التغطية امينة و محايدة .الكثير من المنظمات الغير حكومية دعمت القضية.على الرغم من ذلك تقول( جوهانا بينك): كثير من منظمات حقوق الانسان المصرية كانت مترددة فى تبنى قضية اقلية دينية غير معروفة مثل البهائيين مخافة ان يتم منعهم من مناقشة قضايا اخرى يرونها اكثر اهمية.
الثورة:
اعطت ثورة 25 ينايرلكل شخص الامل فى التغيير ,و اعطت البهائيين الامل فى القبول.حرر البهائيون رسالة مفتوحة للأمة تركز على تحديات المستقبل .
يقول شادى سمير الناشط البهائى ( وسائل الاعلام تركز على سلبيات البهائيين…..لكننا نريد المساهمة فى بناء بلدنا مع كل المصريين يدا بيد ,منذ قيام الثورة نحن اقدر على القيام بذلك).
بسمة موسى لاحظت تغييرا كبيرا فى المعاملة بعد قيام الثورة و تقول( بدأ الناس يستوقفونى فى الشارع و يقولون لى نحن لسنا بهائيين لكننا نحترم نضالكم), و تضيف(قبل الثورة كانت الناس مرعوبة من التكلم فى حرية الاديان ,لكن الآن كل شخص يعبر عن رأية بحرية ),ثم تبتسم و هى تقول ( فى مارس الماضى قررت الجامعة ترقيتى لدرجة استاذ ,ولم احتاج ان اضغط عليهم)
اين الآن؟ مسألة الدستورية:
الجدل الدائر حول الدستور يثير الكثير من القضايا التى تهم المجتمع البهائى. على سبيل المثال المادة 8 المقترحة تنص على ان :(حرية الدين كاملة وممارستها تجرى وفق النظام العام ,وعلى الدولة ان تضمن تأسيس دور عبادة لمعتنقى الاديان الابراهيمية حسب القانون).
هذا الشرط يعنى ان معتنقى الديانة البهائية لن يكونوا قادرين على ممارسة شعائرهم او بناء دور عبادة.كما انها لا تشير الى قيام الدولة بحماية حرية الدين .
يبقى الكثير معتمدا على كيفية تفسير الدستور من خلال النظام القانونى الجديد .يقول دانيال بيريل ( اى شىء مكتوب فى الدستور يستمد قيمتة من تطبيقاتة , لكن الدساتير تمتلك قيمة معيارية هائلة فاذا ادرجت فيها بعض الاديان فقط…فانك بذلك تمنع النقاش المشروع حول ما يشكل الدين و تعطى الحق للذين يمارسون التمييز ضد المنتمين الى دين غير مدرج فى الدستور).
المزيد من المخاطر المتضمنة فى المادة 8 يضيفها محسن كمال نائب مدير مؤسسة الاندلس لدراسات التسامح و مكافحة العنف قائلا( ان الحكم الذى حصل علية البهائيون فى 2009 الخاص بالبطاقات الشخصية قد يتم الغاؤة ,ايضا سيكون من الصعب جدا على البهائيين ان يلجأوا للاعلام للمطالبة بحقوقهم فقد يتم حينها القبض عليهم بتهمة اهانة الاسلام ذلك لان المادة الخاصة بتطبيق مبادىء الشريعة الاسلامية قد تؤدى الى محاكمة البهائيين بوصفهم مرتدين)
المدون البهائى (بيلو) كتب يقول انة (بعبارة واضحة و طبقا للصياغات التى روجها الاسلاميون الذين يشاركون فى كتابة الدستور فان معنى كونك بهائى فى مصر انك غير معترف بك ولست تحت حماية الدستور او اى قانون اخر لان اصحاب الاديان الثلاث فقط هم الذين يتمتعون بالحماية.
محمود غزلان المتحدث الرسمى باسم الاخوان المسلمين و عضو المجلس القومى لحقوق الانسان يدافع عن المادة 8 مؤكدا ان البهائية ليست دين قبل ان يشرح كيف ان الدستور لن يؤثر سلبيا على البهائيين فيقول(سيكون لهم حرية العبادة لكن لن يتم الاعتراف بهم كدين !!)
نفس الرأى يردده فريد اسماعيل عضو اللجنة التأسيسية للدستور ففى برنامج تليفزيونى قال انة لا يجب ان يخاف البهائيون من المادة 8 مؤكدا ان اللجنة لا تسمح بالاعتداء على احد بسبب دينة واذا تم تهديدهم فستقوم الحكومة بحمايتهم.
يسوق محمود غزلان المبررات قائلا ( هناك شىء اسمة النظام العام , لن نسمح لاقلية دينية ان تنمى دينها وتهدد النظام العام والسلام الاجتماعى).وجهة نظر غزلان سجلها الباحث الاكاديمى دانيال كانتينى عام 2009 حيث قال ( وجهة نظرالسلطة القضائية المصرية فى المصلحة العامة يتم تأويلة فى آحاد مبهمة مثل الشريعة أواحترام الاديان الشائعة أو السلام الاجتماعى أو الوحدة الوطنية و يعطى لها الاولوية على حق الفرد فى حرية الاعتقاد )
اهمية القضية البهائية فى مصر تنبع من انها تكشف لنا كيف يفكر محمود غزلان وغيرة من صانعى القرارومصيرهم سوف يحدد لنا الى اى مدى حدث تغيير فى مصر ومؤسساتها منذ الثورة .
فرج فودة العلمانى الشهير تساءل قبل ان يتم اغتيالة على يد الاسلاميين عام 1994( لماذا تشيرون الى البهائيين؟!! انها سلسلة من الاحداث لقد بدأوا اليوم بالبهائيين وسينتهون غدا بالمثقفين و المتنورين المسلمين)
المستقبل:
يبقى الدستور كمسودة و يثور حولة جدل كثير لكن ما الذى يمكن للبهائيين فعلة للتأثير فى احكامة؟
المشكلة الاساسية التى يواجهها البهائيون هى الجهل و التعصب فى مجتمع فية الدين غالبا هو الجانب الحاسم للهوية . تغييرات القوانين ضرورية,لكن الاهمية تكمن فى التطبيق, وهذا يرتكز على سلوك الناس. ما تم تسجيلة فى لقاء صحفى مع بطرس بطرس غالى الامين العام السابق للامم المتحدة عام 2010 قال ان ( هناك الكثير من العمل يجب ان يتم اجتماعيا ,ولا زال هناك نجاح محدود , فى وقت قد يعتقد المسئول الصغير ان البهائى هو الشيطان ).
يعكس ( بهاء) ثلاث سنوات مرت منذ احراق منازل عائلتة( حتى الاشخاص الذين هاجموا اسرتى كانوا اناس لطفاء و كانوا اصدقاء لاصدقاء لكنة يبرر افعالهم انهم لم يعرفوا شيئا عن الدين البهائى و صدقوا الشائعات و يرى انة لو كان هناك سوء فهم فهذا خطأة لانة مسئول كبهائى ان يزيل هذا اللبس.
(شادى سمير)هو احد احفاد الرجال البهائيين الذين الغت محكمة ببا زواجهم عام 1925. يعمل لمنظمة غير حكومية تساعد الشباب فى استخدام تكنولوجيا المعلومات.يقول انة اختار هذة المهنة كجزء من خدمتة كبهائى لتنمية الوحدة و السلام.يرى شادى ان البهائيين لا يجب ان يتمحوروا حول حقوقهم بل على قضايا اكبر مثل وضع المرأة. فحين يبرهنون على مشاركتهم الايجابية فى مجتمع يضم كل المصريين ساعتها سيكسبوا ثقة الناس و يتغير موقف الناس تجاههم و يقول شادى( عندما كنت أشب عن الطوق كان المجتمع خائفا و منغلقا و بة الكثير من عقلية الاقلية ,الآن و بخاصة نحن صرنا اكثر انفتاحا).
يتحمس البهائيون لتعزيز التفاهم وقبول ايمانهم عن طريق الانشطة مثل تشغيل مجموعات شبابية و التطوع فى خدمات مجتمعية و مساعدة جيرانهم.
تقول سمية رمضان ( التحول من الممكن ان يكون ثورة ,اذا بذرت بذرة ستكلفك الكثير, لكن مع العمل والايمان ستتحول الى ثمرة .لن تنمو شجرة ابدا فى ثانية واحدة, كذلك الثورة هى عملية تعليمية اذا كان فيها جوانب لا تناسبنى فليس معنى ذلك انها سيئة ,انت تختار ان تكون ممتنا و تعمل بالمتاح )
البهائيون يبدون مصممون على الاستمرار فى التمهيد ليوم الوحدة الذى تنبأت به كتبهم المقدسة.تقول سمية رمضان ( يجب علينا ان نبتسم ونتحمل نحن نبنى دوائر صغيرة من التأثير و دوائر اكبر من الاهتمام بذلك تستطيع ان تؤثر فى دائرتك وتغير المجتمع).
مرة أخرى نحن فى الزمالك فى اللقاء متعدد الاديان و قصاصات الورق قد تمت تلاوتها و تجمعوا فى مجموعات ليناقشوا موضوع ( السلام ,يشجعنا هذا ان نسأل انفسنا ما هو السلام و كيف يتم تحقيقة؟.يرى البعض ان السلام هو ان نفهم انفسنا آخرون يرفضون هذا ( ان تكون فى سلام مع نفسك فقط هذة انانية), يجب ان نفكر فى مشاكل العالم . البعض استشهد من مارتن لوثر كينج وآخرون من نصوص دينية . احد الحاضرين يتذمر قائلا (ما هو العظيم جدا عن السلام ؟) مفتتحا سلسلة من التفنيد و العتاب القوى من متحمس لمارتن لوثر كينج.
بعدئذ سألت الحاضرين ماذا يعنى هذا اللقاء لكم .اجابنى احدهم انه يجعلة يفكر فى حياتة و يعود للناس فى عملة واسرتة ويتكلم معهم عن وجهات النظر التى سمعها. المنظم يلاحظ قائلا (الكثير هنا يأتون ليعرفوا عن الآخر,و يكون عندهم الحرية للتعبير عن افكارهم ,ربما تكون المرة الاولى التى يقرأون فيها الانجيل و بالتأكيد المرة الاولى التى يقرأون فيها النصوص البهائية).
والد بهاء حين اتهموة بانة كافر فى البرنامج التليفزيونى عام 2009 قال كلمات هى تمثل ما يأملة البهائيون اليوم
مستشهدا بالقرآن (يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ), و اضاف (أسأل المسلمين والمصريين ان يبحثوا عن الحقيقة)
|