النبوة : - [ هي المعرفة اليقينية يوحي بها الله إلى البشر عن شيء ما ] - راجع كتابنا رسالة في التوحيد والسياسة ص 73 - ، وفي هذا الوصف لمعنى - المعرفة اليقينية - التي ( يوحي الله بها إلى البشر ) ، يدلنا ذلك على طبيعتها وعلى معناها العام الذي يشمل جميع البشر من غير تمييز ، وهي التي تحصل للذكور وللإناث على حد سواء ، وهذا المعنى هو رد لما ذهب إليه غير واحد من علماء الكلام [ في تقييد النبوة بالذكور دون الإناث ] ، وليس من شك إن ماهب إليه هذا البعض في حقيقته دعوة جاهلية ، ذلك أن - المعرفة اليقينية - التي يحصل عليها البشر عن طريق الوحي لم يرد فيها حصر أو تخصيص بالذكور دون الأناث كما توهم هؤلاء .
ثم إن - الكتاب المجيد - لما عرف لنا النبي قال هو - إصطفاء - ، ولم يجعل معنى الإصطفاء خاصاً بالذكور دون الإناث ، ومعنى فعل - أصطفى - : يدل على الإختيار والإنتخاب بعناية ، المأخوذ من الأصل اللغوي للفظ والدال على الصفاء ضد الكدورة والتلوث من كل شائبة ، نقرأ ذلك في :
قوله تعالى : [ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي ] - الأعراف 144 ،
وفي قوله تعالى : [ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ] - آل عمران 33 .
وفي قوله تعالى : [ إنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ] - البقرة 247 .
والمعنى في هذه النصوص واحد وهو الإختيار ، الذي لا يكون ممكناً ومنطبقاً على معناه في مسألتنا إلاَّ حينما يكون من قبل الله ، الذي لديه علم تام بهذا المختار من بين الناس ، وفي نفس سياق المعنى وكما قلنا بإن - المعرفة اليقينية - لا تختص بالذكور دون الإناث ، فكذلك - الإصطفاء - لايكون منحصراً بالذكور دون الإناث ، وإليكم الدليل .
تتمة موضوع "النبوة ــــ آية الله الشيخ إياد الركابي "